Vers une philosophie scientifique
نحو فلسفة علمية
Genres
هكذا يصدر الناس في سلوكهم العملي عن مبادئ متضمنة تحتاج إلى تحليل يبرزها في صراحة ووضوح، وما التحليل هنا إلا الرجوع من الحالات الجزئية في سلوكنا إلى ما هو دفين في طيها من مبادئ؛ أي الرجوع من السلوك الفعلي إلى مبرراته العقلية. وفي هذا الرجوع من الظواهر السلوكية الجزئية إلى مبرراتها العقلية، أي إلى مبادئها، ترانا نطرح من تلك المواقف الجزئية جوانبها العرضية لنخلص إلى ما هو جوهري فيها، فيكون هذا الجانب الجوهري المبدأ العقلي الذي نبحث عنه، والذي كانت الظواهر السلوكية صادرة عنه منبنية عليه. جاء في محاورة أوطيفرون ما يلي:
سقراط :
أتوسل إليك أن تنبئني حقيقة التقوى والفجور التي قلت إنك تعلمها جيد العلم، أليست التقوى في كل فعل هي هي دائما؟ وكذلك الفجور، أليس دائما نقيض التقوى؟ ثم أليس هو هو دائما، فله تعريف واحد يشمل كل ما هو فاجر؟
أوطيفرون :
كن على يقين من ذلك يا سقراط.
سقراط :
وما التقوى وما الفجور؟
أوطيفرون :
التقوى هي أن تفعل كما أنا فاعل.
سقراط :
Page inconnue