بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أطلع الشمس ضياءً والقمر نورا، وجعل الليل والنهار خلفه لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، والصلاة والسلام على من عنت لمجده الأملاك، وعنته الحضرة في خطاب (لولاك لولاك لما خلقت الأفلاك)، وعلى آله الوارثين منه أسمى السجايا والمآثر، وأصحابه الآخذين عنه أسنى المزايا والمفاخر، ما تعاقب الصباح والمساء، وتناوب الظلام والضياء.
وبعد - فإني نظرت ذات يوم في اختلاف الليل والنهار، وأودع الله في ساعاتهما من دقائق الحكم والأسرار، وأصغيت لنا يترجمه لسان الحال، لأسند ذلك إليه دون انتحال، فرويت عنه من حديثهما بدائع وغرائب، وقد قيل (إن في الليل والنهار عجائب):
من لم يؤدبه والده ... أدبه الليل والنهار
وصغت تلك المعاني، في مقامه رقيقة المباني ذات نثر فائق، ونظم بديع رائق.
تكاد من عذوبة الألفاظ ... تشربها مسامع الحفاظ
1 / 123