364

L'Excitateur de passion résident vers les lieux les plus nobles

مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن

Enquêteur

مرزوق علي إبراهيم

Maison d'édition

دار الراية

Numéro d'édition

الأولى ١٤١٥ هـ

Année de publication

١٩٩٥ م

قَالَ ذُو النُّونِ: فَشَجَانِي مَا سَمِعْتُ حَتَّى انتحبت، فبكت وقالت: إِلَهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلاي! بِحُبِّكَ لِي إِلا غَفَرْتَ لِي.
قَالَ: فَتَعَاظَمَنِي ذَلِكَ وَقُلْتُ: يَا جَارِيَةُ! أَمَا يَكْفِيكِ أَنْ تَقُولِي بِحُبِّي لَكَ حَتَّى تقولي بحبك لي؟
فقالت: إليك يا ذو النُّونِ؛ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ لِلَّهِ ﷿ قَوْمًا يُحِبُّهُمْ قَبْلَ أَنْ يُحِبُّوهُ؟ أَمَا سَمِعْتَ الله ﷿ يقول: ﴿فسوف يأتي الله بقومٍ يحبهم ويحبونه﴾، فسبقت محبته لهم قبل مَحَبَّتَهُمْ لَهُ.
فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ عَلِمْتِ أَنِّي ذُو النُّونِ؟
فَقَالَتْ: يَا بَطَّالُ! جَالَتِ الْقُلُوبُ فِي مَيْدَانِ الأَسْرَارِ، فَعَرَفْتُكَ بِمَعْرِفَةِ الْجَبَّارِ. ثُمَّ قَالَتِ: انْظُرْ مِنْ خَلْفِكَ. فَأَدَرْتُ وَجْهِي، فَلا أَدْرِي السَّمَاءُ اقْتَلَعَتْهَا أَمِ الأَرْضُ ابْتَلَعَتْهَا؟
وَقَالَ ذو النون: بينا أنا أطوف بالبيت ليلًا وَقَدْ نَامَتِ الْعُيُونُ، وَإِذَا بِشَخْصٍ قَدْ حَاذَى باب البيت وهو يقول: رب! عبدك المسكين الطريد الشريد، أسألك بِالْعُصْبَةِ الَّتِي مَنَنْتَ عَلَيْهِمْ وَعَلَيَّ بِرُؤْيَتِي لَهُمْ، إِلا أَعْطَيْتَنِي مَا

2 / 25