399

قيل : هذا يسقط ؛ لأنه لو رفعها بعمد ، لوجب كونه ثقيلا ، وكان يحتاج إلى عمد أخر ، ويؤدى إلى ما لا نهاية له ، أو إلى تقبل رفعه لا بعمد ، فيتم ما قلناه. ولا يكون بأن تكون هذه الصفة أولى من السموات نفسها.

« وبعد ، فإنه تعالى يبعد فيما يثبت عمدا للسماوات أن يكون بحيث لا يرى مع وجوب كونه عظيما كثيفا ، وليصح أن تعمد عليه السماوات (1).

وبعد ، فإن الغرض بالآية ذكر اقتداره على الوجه الذى يختص به. ورفع الثقيل بعمد يصح من كل قادر. فإذن (2) يجب أن يكون رفعها من جهته لا بعمد أصلا.

وقوله تعالى : ( وسخر الشمس والقمر ) من حيث أجراهما على طريقة واحدة لا تتفاوت مع عظمهما ، يدل أيضا على أنه ليس بجسم ، لأن الجسم لا بد من أن يختل حاله فيما يدبره من هذه الأمور ، لحاجته إلى الآلات التى يصح عليها الاختلال والضعف!

وقد بينا من قبل أن تفصيله الآيات يدل على أنها محدثة (3).

وقد بينا أن المراد بلقائه هو لقاء ما وعد به من الثواب والدرجات الرفيعة ، فلا وجه لإعادته (4).

** 363 مسألة :

Page 404