باب تفسير قول الله سبحانه:{ ويبقى وجه ربك ذو الجلال
والإكرام{ الرحمن: 26 والرد على من قال أن لله وجها وأنه صورة
يقال لأهل الجهالة والضلال، فيما يقولون به في الله ذي الجلال، ويصفونه به من الكذب والمحال، وينسبون إليه من فاسد المقال، ماذا تقولون في قول الله ربكم وما تعتقدون - إذ أنتم في قولكم تزعمون أن لربكم وجها كالوجوه التي تعقلون، وأنه ذو أبعاض فيما تصفون - (إذ يقول): { كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون } [القصص: 88].
أفتقولون: إنما سوى وجهه من سائر أعضائه التي تذكرون يبقى معه أم يفنى دونه؟
فإن قالوا: تبقى معه.
قيل: وكيف يكون ذلك كذلك؟ ولم يذكر البقاء لشيء من ذلك، فلقد قلتم بخلاف قول العلي الأعلى، إذ لم يحكم لغير الوجه بالبقاء، وأنتم تقولون إنه يبقى مع الوجه غيره من الأعضاء، فلقد بقي مع الوجه إذا شيء وأشياء!!
وإن قالوا: لا يبقى مع الوجه غيره من الأعضاء.
Page 157