48
ونحن نستبعد أن يعيش إلى أواخر القرن الأول للهجرة رجل كانت له صحبة مع النبي، ولابنه رؤية، ونستبعد أيضا أن يقص مثل هذا الصحابي خبرا عن موت شاعر قضى في أواخر القرن الأول.
ورواية ثالثة يذكرها البلاذري تذهب إلى أن عمر مات بالشام قال: فحدثت أن عمر بن أبي ربيعة المخزومي لما نعي، وكان موته بالشام، بكت عليه مولدة من مولدات مكة كانت لبعض بني مروان، فجعلت توجع له وتفج عليه، وقالت: من لا باطح مكة بعده، وكان يصف حسنها وملاحة نسائها. فقيل لها: إنه قد حدث فتى من ولد عثمان بن عفان يسكن بعرج الطائف، شاعر يذهب مذهبه. فقالت: الحمد لله الذي جعل له خلفاء ، سريتم، والله عني.
49
وهذه الرواية تتفق مع رواية رواها الأصبهاني في أكثر أجزائها، والاختلاف الوحيد هو أن الأصبهاني يروي أن الجارية حبشية، وكانت بالمدينة، فلما أتاهم موت عمر جزعت، تعين رواية الأصبهاني أين حدثت وفاة عمر.
50
وقد ذكر الحصري الرواية نفسها، ولكنه لم يذكر أن موت عمر كان بالشام، بل زعم أن الجارية كانت في الشام.
51
وقد أورد الأصبهاني مضمون الرواية نفسها في موضع آخر؛ غير أن الشاعر فيها الذي زعموا أنه خلف عمر هو الحارث بن خالد المخزومي لا العرجي.
52
Page inconnue