أوميض برق بالابيرق أومضا أم ثغر غانية بليل قد أضا أسكنتم الأيام فياض الحيا وكسوتم الأحشاء الهوب الغضا يا جامعي الاضداد لم لم تجمعوا سخطا ممضا للفؤاد به الرضا زمن الوصال تقوضت أيامه يا ليت دهر الهجر كان تقوضا ثم قال: له شعر ورسائل دونهما والغالب عليهما ركاكة الالفاظ وقلة المعاني وكان رافضيا. ولد في ذي الحجة سنة تسع وعشرين وخمسمائة وتوفي سنة ثمان عشرة ببغداد.
السيد حيدر الآملي مرت ترجمته في المجلد السادس الصفحة 271 ونزيد عليها هنا ما يلي:
ولد في آمل من بلاد مازندران، واشتغل من عنفوان شبابه إلى الثلاثين بالعلوم الظاهرية - المنقول منها والمعقول - على كبار الأساتذة في مسقط رأسه آمل وفي خراسان وأسترآباد وأصفهان لمدة عشرين سنة، ولما بلغ الثلاثين من سني عمره عاد من أصفهان إلى بلده آمل فاجتمع بفخر الدولة بن الشاه كيخسرو، فقربه فخر الدولة حتى أصبح من أقرب أصحابه وأعظم نوابه وحجابه، ثم طلبه فخر الدولة شاه غازي واخوته جلال الدولة إسكندر وشرف الدولة كستهم وسعد الدولة طوس الملك، فحصل له منهم من الجاه والمال الشئ الكثير.
ولما اتجهت إليه الدنيا وحاز شرفا ظاهريا عظيما وأموالا طائلة، علم ضلال هذا الطريق فترك المال والأهل والوطن ولبس دلقا قيمته أقل من درهم، فخرج بقصد الحج من آمل ووصل في مسيره إلى أصفهان فاتصل هناك بالشيخ نور الدين الأصفهاني الطهراني - نسبة إلى طهران (ويسميها العامة تيران أو تيرون) قرية على باب أصفهان - (1) فاشتدت الصلة بينهما حتى عقدا عقد الأخوة بالرغم من أن الصحبة بينهما كانت أقل من شهر واحد، فلبس من يد هذا الشيخ الخرقة الصوفية وأجيز منه إجازة لبس الخرقة.
ثم توجه من أصفهان إلى ايدج، فكان هناك في صحبة شخص كامل عارف منتظرا تهيئة الوسائل للذهاب إلى بغداد، ولكن أخفق في مهمته وعاد إلى أصفهان فتمكن من الذهاب إلى بغداد من طريق آخر، ووفق بعد عناء لزيارة أئمة العراق (عليهم السلام) وجاور المشاهد المشرفة سنة كاملة، ثم توجه إلى حج بيت الله الحرام مجردا فقيرا، وبعد الحج وزيارة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وزيارة أئمة البقيع (عليهم السلام) بالمدينة المنورة عاد إلى العراق وسكن النجف الأشرف مشتغلا بالعبادة والرياضة والخلوة، وفي النجف التقى عبد الرحمن القدسي فقرأ عليه كتاب منازل السائرين وشرحه وكتاب فصوص الحكم وشرحه ورسائل فلسفية أخرى، وطالع أكثر كتب التصوف من المطولات والمختصرات، وكتب على كثير منها شروحا وحواشي، وألف في مدة أربع وعشرين سنة أربعة وعشرين كتابا.
واتصل في الحلة بفخر المحققين ابن العلامة الحلي، فتتلمذ عليه واستفاد منه كثيرا، وأجازه فخر المحققين بإجازات متعددة منها الإجازة التي كتبها بالحلة في شهر رمضان المبارك سنة 761 ه (2).
ويقول السيد أحمد الحسيني:
كان السيد حيدر الآملي من كبار الصوفية في القرن الثامن الهجري، سعى كثيرا في تدوين آرائهم وما يتعلق بالتصوف الاسلامي، ولكن لم يكن من المتطرفين الذين لم يعرفوا من التصوف إلا القشور الفارغة التي لا تمت إلى روح الإسلام بصلة، ولم يعرفوا إلا الرقص والرهز والعربدة والبعد عن التعاليم الدينية، بل حاول في مؤلفاته الكثيرة أن يستعرض التصوف في اطار القرآن الكريم وما أثر عن النبي العظيم والأئمة من أهل البيت (عليه وعليهم السلام)، ولذا نراه في كتابه فص الفصوص يندد بجماعة من الصوفية في أقوالهم الباطلة ويبين معايبهم وخرافاتهم، كما يذم بعضهم في كتابه الكشكول، وهذا يدل على أنه كان يتعلق بالتصوف كطريق إسلامي لتهذيب النفس والرقي بها إلى مدارج الكمال.
ثم يقول السيد الحسيني عن كتابه (المحيط الأعظم) وهو في تفسير القرآن أنه يوجد منه نسختان أحدهما في خزانة الروضة الحيدرية برقم (22) والثانية في مكتبة السيد المرعشي العامة في مدينة (قم) ثم يصف الكتاب بما يلي:
طريقة المؤلف في كتابه أنه يبدأ باي من القرآن يكتبها بالحمرة، ثم التفسير ويستعرض فيه ما يتعلق بالآيات من الجانب الأدبي ووجوه القراءة وبعض الأحاديث التفسيرية وأقوال المفسرين، ثم التأويل فيدخل في مباحث عقلية وصوفية عميقة.
والمؤلف في القسم التفسيري يختصر الكلام ما أمكنه مع استيعاب وشمول، وفي القسم التأويلي يطول الكلام جدا مع تقسيم وتفريع وتشقيق.
ففي آية البسملة مثلا نجد القسم الأول لا يستوعب أكثر من صفحتين، وأما القسم الثاني فيستوعب سبعا وأربعين صفحة في ستة أبحاث: الباء وتحقيقه،، النقطة التي تحته، السين والميم، الله وما يتعلق به، الرحمن الرحيم،، تطبيق حروفها بحروف العالم كلها.
ومن هنا نعرف أن الكتاب ليس فيه من التفسير - على المعنى المصطلح - إلا الشئ القليل، بل هو كتاب حاول المؤلف أن يجمع فيه المباحث العميقة المتعلقة بالتصوف من كل جوانبها، وقد وفق تمام التوفيق فيما أراد وقصد تحت عنوان تأويل القرآن الكريم.
والشئ الجديد الذي يلفت النظر في عمل المؤلف أنه يختصر كثيرا من الموضوعات والمباحث في جداول ودوائر وصور، ولكن في النسخة التي نعرفها هنا بقي محل كثير من هذه الصور بشكل بياض لم ينقش فيه شئ.
ويستند المؤلف في معلوماته التفسيرية إلى كتاب مجمع البيان للطبرسي والكشاف للزمخشري، وفي التأويل إلى أقوال الشيخ الكامل نجم الدين الرازي والمولى كمال الدين، وينقل كثيرا عن شرح نهج البلاغة لابن ميثم والفتوحات المكية لابن العربي وكتاب الخطيب للجلودي، وربما يقتبس عن بعض الكتب
Page 42