فاستخرت الله تعالى وعَوَّلْتُ على إملائه -سنة إحدى وخمسين وخمسمائة- (١) في كل أسبوع يومين فقط حتى لا يكون ذلك سببًا للإِخلال بالدروس الفقهية [الخلافية والمذهبية (٢)] (٣).
فلقا تقرّر هذا سُئِلْتُ في الكلام على المشكل منه، وما يجب ذكره من (٤) فوائده عند السؤال عنه.
فامتنعت من (٥) المطلوب؛ إذ البضاعة مزجاة، لا تجب فيها زكاة، والأوقات مستغرقة فيما لا خفاء به من الاشتغال مع الأصحاب وما اقترحوه من شرح الكتاب يستدعي فراغًا وأمدًا طويلًا، ولا أجد [ذا] (٦) الآن إلى ذلك سبيلًا، مع هذا فربما لم أصل إلى المراد، ولم أبلغ الغرض مع الاجتهاد، فأصير غَرَضًا للكَلاَمِ، بل للكِلاَم، وعرضة للملام والآلام. فرأيت الإِعراض
_________
= فلا تبدأ بشيء من سماع ... سواه عن إمام ترتضيه
وصاحب من يعظمه وجانب ... كتاب جميع من قد يزدريه
(١) ما بين العارضتين ساقطة من م.
(٢) كان للحافظ السِّلفي دروس في الفقه الشافعي بالمدرسة العادلية "السِّلفية"، واستمر عشرات السنين على تدريس كتاب الإِبانة الذي ألّفه عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن فوران الفوراني في الفقه الشافعي، وكان له أيضًا دروس في الفقه المالكي، فقد أشار في ترجمة حياة ابن ملوك الأندلسي إلى أنه سمع عليه الرسالة لابن أبي زيد، وكذلك صنع في ترجمة نفيس بن عبد الخالق، وذكر في ترجمة الرضا عبد الله بن الفضل الحضرمي أنه كان يقرأ عليه شرح ابن بطال على صحيح البخاري قراءة دراية لا رواية. (انظر في هذا: معجم السفر للمصنف، ص ١٤٥، ٤٠٥ والمعجم لابن الأبار، ص ٤٩، والحافظ السِّلفي للدكتور حسن عبد الحميد صالح، ص ١٤٥ - ١٤٦).
(٣) ساقط من م.
(٤) في م: من ذكر.
(٥) في م: عن.
(٦) ساقطة من م.
1 / 33