إلى حية والتجربة أكبر برهان! فلا بد أن يورد على هذا الموضوع بغير هذا الأسلوب، كأن يقال: لم تثبت هذه الكرامة. والظاهر أنه لا يمكن الإيراد عليه؛ فإن هناك شواهد تدل على صحته، هي أن حفيد صاحب «المعالم» يقول:
«ومما تواتر عنه (رحمه الله) أنه كان إذا غمس القلم في الدواة ربما يكتب عشرين سطرا أو ثلاثين سطرا، وهذا من جملة التأييدات الإلهية ...» (1).
ولهذا فإن ابن العودي تلميذ الشهيد قد خصص فصلا من كتابه بهذا الأمر فعنونه يقول:
[الفصل] الرابع: في ذكر أمره من الكتابة وما له فيها من الآيات ومحاسن الكرامات» (2).
وعلى هذا، فإن كلام ابن العودي تلميذ الشهيد يكفي في إثبات هذه الدعوى وهي أنه كانت للشهيد كرامة في هذا الأمر. ولعل ما يؤيد ذلك أن الحر العاملي (قده) يقول:
«وأخبرني من أثق به أنه خلف ألفي كتاب، منها مائتا كتاب كانت بخطه من مؤلفاته وغيرها» (3).
*** 35- جاء في مقدمة «شرح اللمعة» (ج 1/ 187، 188) وتبعا لها في بعض كتب اخرى تحت عنوان «شعر الشهيد»:
«وقال [الشهيد] حينما بشر بمولود ذكر ولد له في غيبته:
وقد من مولانا الكريم بفضله
عليكم بمولود غلام من البشر
فيا رب متعنا بطول بقائه
وأحي به قلبا له الوصل قد هجر
وهذا أيضا سهو واضح، وإنما نظم هذين البيتين تلميذه ابن العودي وكتبها إليه في رسالة، كما هو واضح أيضا من قوله: «عليكم بمولود». ويقول ابن العودي بهذا الشأن:
Page 51