Le Muntazam dans l'histoire des rois et des nations

Ibn al-Jawzi d. 597 AH
116

Le Muntazam dans l'histoire des rois et des nations

المنتظم في تاريخ الملوك والأمم

Chercheur

محمد عبد القادر عطا، مصطفى عبد القادر عطا

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

Lieu d'édition

بيروت

Genres

Histoire
ذكر الجبال قَالَ ابْن عَبَّاس: كانت الأَرْض تميد حَتَّى ألقيت فِيهَا الجبال، وَكَانَ أَبُو قبيس أول جبل وضع فِي الأَرْض، وإن الجبال لتفخر على الأَرْضِ. أَخْبَرَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حدثني أَبِي، أَخْبَرَنَا يَزِيد بْن هَارُون، أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَان، عن أنس بن مالك، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: «لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الأَرْضَ جَعَلَتْ تَمِيدُ، فَخَلَقَ الْجِبَالَ فَأَلْقَاهَا عَلَيْهَا، فَاسْتَقَرَّتْ، فَتَعَجَّبَ الْمَلائِكَةُ مِنْ خَلْقِ الْجِبَالِ، فَقَالَتْ: يَا رَبُّ هَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنَ الْجِبَالِ؟ قَالَ: نَعَمْ، الْحَدِيدُ، قَالَتْ: يَا رَبُّ فَهَلْ مِنْ شَيْءٍ أَشَدُّ مِنَ الْحَدِيدِ؟ قَالَ: نَعَمْ، النَّارُ، قَالَتْ: يَا رَبُّ، فَهَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: نَعَمْ، الْمَاءُ، قَالَتْ: يَا رَبُّ، فَهَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنَ الْمَاءِ؟ قَالَ: نَعَمْ، الريح، قَالَتْ: يَا رَبُّ فَهَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنَ الرِّيحِ؟ قَالَ: نَعَمْ، ابْنُ آَدَمَ، يَتَصَدَّقُ بِيَمِينِهِ وَيُخْفِيهَا مِنْ شِمَالِهِ» [١] . قَالَ قيس بْن عباد: إِن اللَّه تَعَالَى لما خلق الأَرْض جعلت تمور، فَقَالَتِ الْمَلائِكَة: مَا هذه تموه عَلَى ظهرها أحدا، فأصبحت الْمَلائِكَة صبحا وفيها رواسيها لَمْ يدروا من أين خلقت، قَالُوا: يا ربنا، هل من فعلك شَيْء أشد من هَذَا؟ قَالَ: نعم الحديد ... فذكر نَحْو مَا تقدم إِلَى أَن قَالُوا: هل من خلقك شيء أشد من الريح؟ قال: نعم الرجل، قَالُوا: ربنا فهل من خلقك شيء أشد من الرجل؟ قال: المرأة.

[١] حديث: أخرجه الترمذي ٣٣٦٩، وأحمد بن حنبل في المسند ٣/ ١٢٤، وابن كثير في التفسير ١/ ٤٧٧، ٨/ ٣٣٩، وأورده السيوطي في الدر المنثور ١/ ٣٥٤، والقرطبي في التفسير ١٠/ ٩٠، وابن كثير في البداية والنهاية ١/ ٢١.

1 / 137