============================================================
المتتقى من عصمة الأنبياء ذكر يعقوب النبي العرسل صلوات الله عليه خصه الله تعالى بالبشارة به قبل وجوده، بقولهه تعالى: فبشرنها بإسحق /[23ظ] ومن ورآه إسحق يعقوب}.1 وهذه رتبة سنية دلت على أنه كان مصفى عن شوائب النظر إلى غير الله تعالى نظر هوى وميل طبع وشهوة على حسب عادات البشر، وكان نظره في كل شيء نظر تفكر واعتبار.
فالاعتبار من العبور، وهو أن يغبر عما وقع عليه بصر الرآس إلى ما يلوح له في بصر القلب. وقال الشيخ الحكيم أبو القاسم [السمرقندي) كالله: العبرة تصوير الغائب والفكرة تغييب الشاهد. ثم إنه صلوات الله عليه لما نظر إلى بنيه نظر تفكر واعتبار كوشف في يوسف صلوات الله عليه بمزيد لطف من الله تعالى، فعرف تخصيص الله إياه فخصه بزيادة محبة لم يكن ذلك بميل طبع ونظر شهوة، كما خص النبي ظاي عائشة من بين سائر النساء لتخصيص الله تعالى إياها.
ثم الابتلاء والمحن في طريق المحبة من سنن الله تعالى الجارية على عباده، كما قال ظي: "إذا أحب الله تعالى عبدا صب عليه البلاء صبا وه عليه سثا". فكان ما أصاب يعقوب في آمر يوسف عليهما السلام 2م: فكان نظرهم سورة هود، 1/11.
3انظر: المقنى للعراقي بذيل إحياء علوم الدين، 306/1، 132/4 قال العراقي، سنده ضعيف؛ وكنز العمال للهتدي، 3363؛ واللآلى المصنوعة لليوطي، 399/2.
Page 62