(19) -[53] حدثنا والدي الإمام أبو المعالي عبد الجبار بن فاخر، أنبا أبو بشر سهل بن محمد بن أحمد بن سهل الداركي، أنبا أبو الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم، أنبا أبو علي الحسين بن علي بن محمد بن أحمد الرافقي، بأنطاكية، ثنا عبد الرحمن بن سلام، وهو الطرسوسي، صاحب المسند، ثنا عمر بن يونس، ثنا عكرمة بن عمار، حدثني أبو كثير، حدثني أبو هريرة، قال: كنت أدعو أمي إلى الإسلام، فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله ما أكره، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، فقلت: يا رسول الله، إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة، قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم اهد أم أبي هريرة "، قال: فخرجت مستبشرا بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم فلما جئت قصدت إلى الباب، فإذا هو مجاف، فسمعت أمي خشف قدمي فقالت: مكانك يا أبا هريرة، وسمعت خضخضة الماء، قال: فاغتسلت ثم لبست درعها وعجلت عن خمارها، ففتحت الباب، ثم قالت: يا أبا هريرة، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي من الفرح، قلت: يا رسول الله، أبشر قد استجاب الله لك، وهذه أم أبي هريرة فحمد الله، وقال خيرا، قلت: يا رسول الله، ادع الله أن يحببني وأمي إلى عباده المؤمنين ويحببهم إليه، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم حبب عبيدك هذا " يعني أبا هريرة " وأمه إلى عباده المؤمنين وحبب إليه المؤمنين فما خلق الله مؤمنا سمع بي ولا يراني إلا أحبني (20) -[54] أخبرنا إسماعيل بن الخليل الصفدي، أنبا محمد بن إسماعيل، ثنا أبو بكر، هو ابن طرخان، أنبا أبو قلابة عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي، قرئ عليه، قيل له: حدثكم بهلول بن المورق، ثنا ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قلت: يا رسول الله، قد سمعت منك حديثا كثيرا أخشى أن أنساه، قال: " أبسطتك رداءك " فبسطت ردائي، فغرف بيده، وقال: " ضمه " فما نسيت بعده حديثا. فأقر به (21) -[55] وأخبرنا أبو جعفر الصائغ، أنبا أبو عمر العنبري، ثنا عبد الله بن محمد، ثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن مهران، ثنا محمد بن يوسف اليماني، أنبا أبو قرة، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، أنه كان يقول: " حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعائين، أما أحدهما فبثثته في الناس، وأما الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم "
Page 22