ونكسُوا القواطِعَ هامَ الرِّجالِ ... ويحمي الفوارسُ منا الرجالا
ويأبى لي الضيمَ ما قدْ مضَى ... وعندَ الخِصَامِ فنعلوا جدالا
بقولٍ يذلُّ لهُ الرائضُونَ ... ونفضلهمْ إنْ أرادوا فضالا
وهاجرةٍ كأوَارِ الجحيمِ ... قطعتُ إذا الجندبُ الجونُ قالا
وليلٍ تعسفتُ ديجورهُ ... يخافُ به المدلجونَ الخيالا
وقال عمرو أيضًا: المتقارب
نأتْكَ أمامَةُ إلاَّ سُؤالا ... وأعقبكَ الهجرُ منها الوِصَالا
وحادتْ بها نيةٌ غربَةٌ ... تبدلُ أهلَ الصَّفاءِ الزيالا
ونادى أميرُهُمُ بالفراقِ ... ثمَّ استقلوا لبينٍ عجالا
فقربنَ كلَّ منيفِ القَرى ... عريضِ الحصير يغولُ الحِبَالا
إذا ما تسربلنَ مجهولةً ... وراجعنَ بعدَ الرسيمِ النقالا
هداهُنَّ منشمرًا لاحقًا ... شديدَ المطا أرحبيًا جلالا
تخالُ حمولهم في السرابِ ... لما تواهقنَ سُحقًا طوالا
كوارعَ في حائرٍ مفعمٍ ... تغمرَ حتى أنَى واستطالا
كسونَ هوادِجهُنَّ السدولَ ... منهدلًا فوقهنَّ انهدالا
وفيهنَّ حورٌ كمثلِ الظباءِ ... تقرُو بأعلى السليلِ الهدَالا
جعلنَ قديسًا وأعناءهُ ... يمينًا وبرقَةَ رعمٍ شمالا
نوازعَ للخالِ إذْ شمنهُ ... على الفرداتِ تحلُّ السجالا
فلما هبطنَ مصابَ الربيعِ ... بدلنَ بعدَ الرحالِ الحجالا
وبيداءَ يلعَبُ فيها السرابُ ... يخشَى بها المدلجونَ الضلالا
تجاوبتُها راغبًا راهبًا ... إذا ما الظباءُ اعتنقنَ الظلالا
بضامزةٍ كأتانِ الثميلِ ... عيرانةٍ ما تشكى الكلالا
إلى ابنِ الشقيقةِ أعملتُها ... أخافُ العتابَ وأرجُو النوالا
إلى ابنِ الشقيقةِ خيرِ الملوكِ ... أوفاهمُ عندَ عقدٍ حبالا
ألستَ أبرَّهُمُ ذمةً ... وأفضلهم إن أرادوا فضالا
فأهلي فداؤكَ مستعتبًا ... عتبتَ فصدقتَ فيَّ المقالا
أتاكَ عدوٌّ فصدقتهُ ... فهلاَّ نظرتَ هديتَ السؤَالا
فما قلتَ إذْ نطقُوا باطلًا ... ولا كنتَ أرهبهُ أن يقالا
فإنْ كانَ حقًا كما خبرُوا ... فلا وصلتَ ليّ يمينٌ شمالا
تصدقْ عليَّ فإنّي امرؤٌ ... أخَافُ على غيرِ جُرْمٍ نكالا
ويومٍ تطلعُ فيه النفوسُ ... تطرفُ بالطعنِ فيه الرجالا
شهدتَ فأطفأتَ نيرانهُ ... وأصدرتَ منهُ ظماءً نهالا
وذي لَجَبٍ يبرقُ الناظرينَ ... كالليلِ ألبِسَ منهُ ظلالا
كأنَّ سَنَا البيضِ فوقَ الكُماة ... فيهِ المصابيحُ تخبي الذُّيالا
صبحتَ العدوَّ على نأيهِ ... تريشُ رجالًا وتبري رجالا
سلامة بن جندل
وقال سلامة بن جندل بن عبد عمرو بن عُبيد بن الحرث بن عمرو بن كعب ابن سعد بن زيد مناة بن تميم، وهي مفضلية قرأتها على شيخي أبي محمد بن الخشاب: البسيط
أودى الشبابُ حميدًا ذو التعاجيبِ ... أودى وذلك شأوٌ غيرُ مطلوبِ
ولَّى حثيثًا وهذا الشيبُ يطلبهُ ... لو كانَ يدركهُ ركضُ اليعاقيبِ
أودَى الشبابُ الذي مجدٌ عواقبهُ ... فيه نلذُّ ولا لذات للشيبِ
يومانِ يومُ مقاماتٍ وأنديةٍ ... ويومُ سيرٍ إلى الأعداءِ تأويبِ
وكرُّنا خيلنا أدراجهَا رجعًا ... كسَّ السَّنابكِ من بدءٍ وتعقيبِ
والعادياتُ أسابيُّ الدماءِ بهَا ... كأنَّ أعناقَها أنصابُ ترجيبِ
مِنْ كُلِّ حَتٍّ إذا ما ابتلَّ ملبدُهُ ... صافي الأديمِ أسيلِ الخدِّ يعبوبِ
يهوي إذا الخيلُ جازتهُ وثارَ لها ... هويَّ سجلٍ من العلياءِ مصبوبِ
ليس بأسفَى ولا أقنَى ولا سغلٍ ... يعطى دواءَ قفيِّ السَّكْنِ مربوبِ
في كلِّ قائمةٍ منهُ إذا انْدفَعَتْ ... فيهِ أُساهٍ كفرغِ الدلوِ أُثغوبِ
كأنهُ يرفَئيٌّ نامَ عنْ غَنَمٍ ... مستنفرٌ في سوادِ الليلِ مذؤوبِ
يرقَى الدسيعُ إلى هادٍ لهُ بتعٍ ... في جؤجؤءٍ كمداكِ الطيبِ مخضوبِ
تظاهرَ النيُّ فيه فهوَ محتفلٌ ... يعطي أساهِيَ منْ جَريِ وتقريبِ
1 / 10