فن الرَّسْم وَشَرحهَا بشرح سَمَّاهُ الدّرّ المستطاب بشرح تحفة الطلاب ثمَّ أَن عَارِف بك احبه لما رأى من فَضله فَقَرَأَ عَلَيْهِ واخذ عَنهُ بعض الْفُنُون وَكَانَ يحفظ مولد الشَّيْخ الدردير ويجعله وردا لَهُ فشرحه لَهُ الشَّيْخ شرحا مطولا وَفِي هَذِه البرهة استحصل على بَرَاءَة شريفة سلطانية بِخطْبَة دَار الحَدِيث وتدريسها ونظرها وإمامتها وَفِي هَذِه الْمدَّة قدر الله الْخَلَاص للأمير عبد الْقَادِر واستوطن دمشق فَعَاد الشَّيْخ يُوسُف إِلَيْهَا فِي حُدُود سنة خمس وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ بعد الْألف فَاشْترى الْأَمِير الدَّار من مَاله وَجعلهَا وَقفا على الشَّيْخ وعَلى ذُريَّته من بعده وتبرع الْوَجِيه السّري سعد الله حلابة الْبَيْرُوتِي التَّاجِر بعمارة بَاب الْمدرسَة وإصلاحها ثمَّ صَارَت إِلَى الصُّورَة الَّتِي هِيَ عَلَيْهَا الْآن وَحَاصِل أمرهَا أَنَّهَا بنيت أَولا ثمَّ تهدمت واحترقت فَقَامَ بأمرها الفارقي فرممها وَأَصْلَحهَا ثمَّ اختلس جَانب مِنْهَا وَكَاد الْبَاقِي أَن يتبعهُ فقيض لَهَا الله أهل الْخَيْر بِوَاسِطَة الشَّيْخ يُوسُف المغربي وَفِي سنة ثَلَاثِينَ وثلاثمائة بعد الآلف احْتَرَقَ السُّوق الَّذِي وَرَاءَهَا وَاحْتَرَقَ جَانب مِنْهَا فسعى بعض أهل الْخَيْر فِي أَعمالهَا وَهِي الْآن تعمر وَأما اوقافها ومرتباتها فقد اختلست مِنْهَا من أمد بعيد وأصبحت فقيرة وَرَأَيْت فَوق بَابهَا بِالْحَائِطِ حجرا مَكْتُوبًا فِيهِ بعد الْبَسْمَلَة عمرت هَذِه الدَّار الْمُبَارَكَة بعد احتراقها وانهدامها بنظارة الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة شيخ الْإِسْلَام بركَة الشَّام زين الدّين عبد الله بن مَرْوَان الفارقي الشَّافِعِي وَذَلِكَ فِي سنة وسِتمِائَة ومكتوبا بجانبه هَذِه الأبيات
(هَذِه دَار حَدِيث الْمُصْطَفى ... من عَلَيْهِ الله صلى كل حِين)
(جد فِي تجديدها قَاضِي القضا ... مخلصا لله رب الْعَالمين)
(ولسان السعد نَادَى أَهلهَا ... ادخلوها بِسَلام آمِنين)
(شكر الله لَهُ السَّعْي بهَا ... وحباه النَّصْر وَالْفَتْح الْمُبين)
(فَهِيَ أفق لبدور الْعلم كالنووي ... الحبر والسبكي المكين)
(فَأتى تاريخها ... نعم اجْرِ العاملين)
هُنَا كَلِمَات لم تظهر لي
1 / 31