كأن المعاني حبست عليه فأخذ منها حاجته وفض الباقي على الناس
كان أبو العتاهية يقول
سبقني أبو نواس إلى ثلاثة وددت أني سبقته إليها بكل ما قلته فإنه اشعر الناس فيها منها قوله
( يا كبير الذنب عفو الله من ذنبك أكبر )
وقوله
( من لم يكن لله متهما
لم يمس محتاجا إلى أحد )
وقوله
( إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت
له عن عدو في ثياب صديق )
ثم قال
قلت في الزهد ستة عشر ألف بيت وددت أن أبا نواس له ثلثها بهذه الأبيات وهذه الأبيات لأبي نواس وأولها
( ألا رب وجه في التراب عتيق
ويا رب حسن في التراب رقيق )
( ويا رب حزم في التراب ونجدة
ويا رب رأي في التراب وثيق )
( فقل للقريب اليوم إنك راحل
إلى منزل داني المحل سحيق )
( وما الناس إلا هالك وابن هالك
وذو نسب في الهالكين عريق )
( إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت
له عن عدو في ثياب صديق )
Page 47