لقيت أبا العتاهية فقلت من أشعر الناس قال تريد جاهليا أو إسلاميا أو مولدا قلت كلا أريد قال الذي يقول في المديح
( إذا نحن أثنينا عليك بصالح
فأنت الذي نثني وفوق الذي نثني )
( وإن جرت الألفاظ يوما بمدحة
لغيرك إنسانا فأنت الذي نعني )
والذي يقول في الهجاء
( وما أبقيت من عيلان إلا
كما أبقت من البظر المواسي )
( وما حامت عن الأحساب إلا
لترفع ذكرها بأبي نواس )
والذي يقول في الزهد
( وما الناس إلا هالك وابن هالك
وذو نسب في الهالكين عريق )
فقلت هذا كله لأبى نواس قال هو هو ثم لقيت العتابي فسألته عن هذا السؤال فأجابني بهذا الجواب كأنهما كانا اتفقا عليه
قال الجاحظ سمعت النظام يقول وقد انشد شعرا لأبى نواس في الخمر كأن هذا الفتى جمع له الكلام فاختار أحسنه
وقال بعضهم
Page 46