Résumé de Zad Al-Ma'ad
مختصر زاد المعاد
Maison d'édition
دار الريان للتراث
Numéro d'édition
الثانية
Année de publication
١٤٠٧هـ - ١٩٨٧م
Lieu d'édition
القاهرة
برسول الله ﷺ، ثُمَّ قَدَّمَ نَاضِحَهُ فَارْتَحَلَهُ، ثُمَّ خَرَجَ فِي طَلَبِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حَتَّى أَدْرَكَهُ حِينَ نَزَلَ تَبُوكَ.
وَقَدْ كَانَ أدرك أبا خيثمة عمير بن وهب فِي الطَّرِيقِ يَطْلُبُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَتَرَافَقَا حَتَّى إِذَا دَنَوْا مِنْ تبوك قال له أبو خيثمة: إِنَّ لِي ذَنْبًا فَلَا عَلَيْكَ أَنْ تَتَخَلَّفَ عَنِّي حَتَّى آتِيَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَفَعَلَ، حَتَّى إِذَا دَنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ «قال الناس: هذا راكب على الطريق مضل، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: كُنْ أبا خيثمة قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: هو والله أبو خيثمة. فلما أناح أَقْبَلَ، فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وأخبره خبره، فقال له خيرا، ودعا له» .
«وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حِينَ مرَّ بِالْحِجْرِ بِدِيَارِ ثَمُودَ قَالَ: لَا تشربوا من مائها، ولا تتوضئوا منها، وما كان من عجين فأعلفوه الإبل، وَلَا يَخْرُجَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلَّا وَمَعَهُ صَاحِبٌ له، ففعلوا إِلَّا أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ خَرَجَ أَحَدُهُمَا لِحَاجَتِهِ، وَخَرَجَ الْآخَرُ فِي طَلَبِ بَعِيرِهِ، فخنق الذي خرج لحاجته على مذهبه، وحملت الريح طالب البعير حتى ألقته في جبلي طيئ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ألم أنهكم؟ ثم دعا للذي خنق فشفي، وأهدت الآخر طَيِّئٌ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ حين قدم المدينة» .
قال الزهري: لما مر بِالْحِجْرِ سَجَّى ثَوْبَهُ عَلَى وَجْهِهِ، وَاسْتَحَثَّ رَاحِلَتَهُ ثُمَّ قَالَ: «لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ إِلَّا وَأَنْتُمْ بَاكُونَ خَوْفًا أَنْ يُصِيبَكُمْ ما أصابهم» وفي " الصحيح «أنه أمر بإهراق الماء، وأن يستقوا من البئر التي كانت تردها الناقة» .
قال ابن إسحاق: وأصبح الناس لا مَاءَ مَعَهُمْ، فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فأرسل الله إليه سحابة، فأمطرت حتى ارتووا واحتملوا حاجتهم من الماء، ثُمَّ مَضَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَجَعَلَ يَتَخَلَّفُ عَنْهُ الرَّجُلُ، فَيَقُولُونَ: تَخَلَّفَ فُلَانٌ، فَيَقُولُ: «دَعُوهُ فَإِنْ يَكُ فِيهِ خَيْرٌ فسيلحقُه اللَّهُ بِكُمْ، وَإِنْ يَكُ غَيْرَ ذَلِكَ فَقَدْ أَرَاحَكُمُ اللَّهُ مِنْهُ»، وَتَلَوَّمَ عَلَى أبي ذر بعيره فأخذ متاعه على ظهره، فَلَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ في بعض منازله «قال رجل: يا رسول الله هذا رجل يَمْشِي عَلَى الطَّرِيقِ وَحْدَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: كُنْ أبا ذر، فلما تأملوا قالوا: يا رسول الله أبو ذر، فقال: رَحِمَ اللَّهُ أبا ذر، يَمْشِي وَحْدَهُ، وَيَمُوتُ وحده، ويبعث وحده»، وفي " صحيح ابن حبان " أن
1 / 173