قيل: إن معنى ذلك من قول رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ على مثل قولهم: لا حول ولا قوة إلا بالله، أراد رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ أن أحدا لا ينال شيئا من الخير الذي هو طاعة الله، ولا يستعصم عن شيء من معصية الله، فيدخل بذلك الجنة إلا أن يعينه الله على ذلك، ويوفقه له، ويغمده برحمته، التي لا يخيب من تغمد بها. وعلى هذا المعنى أمر الله المؤمنين أن يدعوه بأن يقولوا: (اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) (¬1) ، وهذا من باب العون من الله لأوليائه، والهداية لأهل دينه، وليس هذا من معنى ما ذهبتم إليه في شيء، من أنه يضطر العباد على أفعالهم، ويجبرهم عليها، فلا يذمون ولا يحمدون.
¬__________
(¬1) سورة الفاتحة الآيات 5، 6، 7.
Page 89