وهو من الفقهاء الرومانيين، وذهب بعضهم أن منشأه صور وغيرهم بادوا في إيطاليا، وقد أربى على جميع الفقهاء الرومانيين بكثرة تآليفه حتى عد له منها ثمانون كتابا، ومنها في شرائع يوستنيانوس 2080 فقرة.
ومنهم مكسيموس الصوري:
وهو فيلسوف أفلاطوني ولد بصور في القرن الثاني، وله 41 مقالة في المباحث الفلسفية والأدبية، ونفسه فيها جلي عذب وترجمت إلى الإفرنسية، وطبعت سنة 1802، وذكر أوسابيوس في الكرونيكون أنه كان في هذا القرن فيلسوف آخر اسمه تورس لم نعثر على شيء من ترجمته، وكان أيضا في هذا القرن تريفون اليهودي، وكان أشهر اليهود في عصره وكان أيضا لوسيان السيمساطي، وسماه بعضهم فولتير عصره؛ لأنه كتب كتبا يندد فيها بعادات الناس وأوهام معاصريه، ويتهكم على مدارس الفلاسفة وعلى الأديان، وكان في هذا العصر على الأرجح فيلون الجبيلي الشهير، وقد أذاع كتابا في تاريخ الفونيقيين قائلا: إنه ترجمة لكتاب وضعه سنكونياتون البيورتي، وبقي لنا منه شيء في كتاب أوسابيوس في الاستعداد الإنجيلي.
الفصل الرابع
في تاريخ سورية الديني في القرن الثاني
(1) في بطاركة أنطاكية وأساقفة أورشليم بهذا القرن
بعد أوديوس الذي استخلفه القديس بطرس بأنطاكية قام بها القديس أغناطيوس، وتوفي شهيدا سنة 107 أو سنة 110، وخلفه هرون ثم كرنيليوس ثم أورس ثم توافيلوس سنة 171، وله تآليف منها ثلاثة كتب في رسوم الإيمان وكتاب في رد بدعة هرموجانوس، وله كتب أخرى في شرح مبادئ الإيمان، ذكرها القديس إيرونيموس في جدوله في المؤلفين البيعيين، وخلفه مكسيمنوس أو مكسيموس ثم سرابيون سنة 199، وله تآليف ذكرها القديس إيرونيموس أخصها رسائل ردا على أبولينار.
وأما في أورشليم فقام من الأساقفة بعد القديس سمعان الشهيد المار ذكره يهوذا الملقب البار، ورد كثيرين من اليهود والأمم ورقد بالرب سنة 113، وقام بعده أحد عشر أسقفا كانوا من أهل الختان ويهوذا الأخير منهم بقي حيا إلى سنة 148، وخلفه مرقس من الأمم ثم كسيانوس إلى أغابيطوس الذي توفي سنة 187، وذكر أوسابيوس في الكرونيكون ثمانية أساقفة بعده إلى نرسيس الذي استمر في الأسقفية إلى سنة 212، وقال: إن أسماء هؤلاء الأساقفة كانت محفوظة في خزائن كنيسة أورشليم ولم يذكر إلا أسماءهم. (2) في المشاهير الدينيين بالقرن الثاني
منهم القديس يوستينوس الفيلسوف والشهيد، ولد بنابلس سنة 103 وثنيا وتضلع بالفلسفة على مذهب أفلاطون، ثم تنصر وأكب على مطالعة الأسفار المقدسة وسار إلى رومة، وأنشأ مدرسة للفلسفة المسيحية ورفع حينئذ عريضة للملك أنطونينوس بيوس وأبنائه ورجال الندوة يدافع بها عن المسيحيين، ويبين ما يعاملون به النصارى من القسوة لمجرد كونهم مسيحيين، ثم أتى إلى إفسس والتقى بتريفون اليهودي، وكان بينهما الجدال المثبت في تأليف هذا القديس وأبكم تريفون بصحة مجيء المسيح، ثم عاد إلى رومة وجادل كراشان الفيلسوف بحضرة شهود كثيرين، فأفحمه ورفع حينئذ إلى الملك مرقس أورليوس والندوة محاماته الثالثة فقبض عليه والي رومة، ومعه غيره من المسيحيين، فجلدهم أولا ثم قطع رءوسهم سنة 185، وفي رواية أخرى سنة 168، وله تأليف يرد به مزاعم الأمم وتأليف آخر سماه التفنيد لجميع البدع وكتاب في ملكوت الله وآخر في النفس البشرية.
ومنهم تاسيان وكان تلميذا للقديس يوستينوس وفيلسوفا أفلاطونيا، ولد بسورية سنة 130 وثنيا ثم تنصر، وكتب كتابا وسمه بخطاب لليونان، لكنه بعد موت القديس يوستينوس توحل ببدعة القنوعين الذين كانوا يمنعون من شرب الخمر وعقد الزواج، وروى نطاليس إسكندر أنه كتب عدة كتب لم يبق منها إلا كتابه في رد مزاعم الأمم، وهو معلق على تأليف القديس يوستينوس في المجلد الأول في مكتبة الآباء اليونانيين، وله كتاب في توفيق الأناجيل عثر على ترجمته العربية العلامة السمعاني في المشرق، فأتى بها إلى مكتبة الوتيكان.
Page inconnue