Muhalhil, le seigneur de Rabia
المهلهل سيد ربيعة
Genres
فقعد المهلهل ينتظر عودته وملأ لنفسه كأسا، وأخذ يتغنى وحده بشعره حتى رجع صاحبه وهو ممتقع اللون مضطرب، يكاد يتعثر في خطاه، فقال له المهلهل ضاحكا: ماذا حملت إليك الجارية؟
فقال همام مترددا وهو يحاول الابتسام: هات لي كأسا.
وكان الصديقان قد تعاهدا على الصدق لا ينكر أحدهما من صاحبه حديثا؛ فقال له المهلهل معاتبا: أراك تكتم عني سرك يا همام.
فقال همام مرتبكا: أما إنه لقول لا أصدقه.
فقال المهلهل ضاحكا: لعلها تنبئك بغدر سلمى؟
فقال همام في وجوم: لا أبالي اليوم سلمى!
وكان المهلهل سادرا في الخلاعة لا ينصرف عن أحاديث الخمر والنساء، فقال: إذن فهي مي أو أميمة.
فقال همام متكلفا الابتسام: أي زير أنت يا عدي!
فضحك المهلهل من قوله، فما كان أحب إليه أن يلقب بهذا اللفظ الماجن الذي سماه به أخوه الحبيب كليب بن ربيعة. لقد سماه زير النساء فتلقف الناس عنه ذلك الاسم، فما كانوا يذكرون المهلهل إلا به. ولكن المهلهل كان يحب أن يسمع اللقب الذي اختاره له الشقيق العزيز على ما به من تعنيف ولوم. وماذا عليه أن يسميه الناس زيرا؟ فهذا أعذر له أن يسدر في غوايته، وأحرى بأن يحمل الناس على تركه لنسائه وخمره، ولا بأس عليه منه إذا كان هو يفوز باللذات، فقال لصاحبه: دع ذكر هذا، فأنت أولى بهذا الاسم مني. ولكن ماذا قالت لك الجارية؟
فلم يكن لهمام بد من أن يصدق صاحبه، فقال جادا: لقد زعمت الجارية أن جساسا قتل كليبا.
Page inconnue