وسايرته يَوْمًا فأنشدني لنَفسِهِ قَوْله ... لَا تحسب النَّاس سَوَاء مَتى ... مَا اشتبهوا فَالنَّاس أطوار
وَانْظُر إِلَى الْأَحْجَار فِي بَعْضهَا ... مَاء وَبَعض ضمنه نَار ...
وَقَوله ... يَا طالعًا فِي جفوني ... غَائِبا فِي ضلوعي
بالغت فِي السخط ظلما ... وَمَا رحمت خضوعي
إِذا نَوَيْت انْقِطَاعًا ... فاعمل حِسَاب الرُّجُوع ...
وَمن نثره لَا يَتَهَلَّل عِنْد سُؤَاله وَلَا يَأْخُذ رائده من أدبه وَلَا مَاله أَيهَا الغبي المتعثر فِي ذيول جَهله وجاهه الاشوس الطّرف من غير حول الرافع أَنفه دون شمم الساري إِلَى العلياء سرى الْعين الَّذِي لَا يظفر مِنْهُ قاصده المخدوع بِغَيْر التَّعَب والمين وعض الْيَدَيْنِ من دلك على وَمن هداك الي مَتى استعدعيتني إِلَى ربعك وتكلف من التجمل لحضور الْفُضَلَاء مَا لَيْسَ فِي طبعك وَمنا الْعجب مِنْك حِين رغبت عَن كنيف فِي تلطيخ بِطيب بل الْعجب مِمَّن كَانَ فِي طيب فجَاء يتلطخ بكنيف وَكَأَنِّي بك فِي مَنْزِلك العامر بالحرمان الغامر من الْفضل وَالْإِحْسَان وَقد قعدت فِي بهوه ونفخت شخصك الضئيل فِي زهوه وَمِنْه ذُو اللِّحْيَة الطَّوِيلَة والجثة الضئيلة الْوَسخ الأثواب العرى من الْآدَاب الْمُرْسل لِسَانه فِي كل عرض الْآخِذ فِي كل قَبِيح بالطول وَالْعرض
وَمِنْه ثمَّ قلت لي ابدأ بِمذهب أبي حنيفَة أَو بِمذهب امرىء الْقَيْس فكدت وَالله أضرط ضحكًا وَلَا أَخَاف فِي تبعة الْأَدَب دركًا فَاتق الله بستر نَفسك وَلَا تكن فِي غدك أَجْهَل مِنْك فِي أمسك
1 / 119