والعلة الثانية أنه لما كان بحركة الشمس وبطلوعها وغرو بها يحدث فينا من الأفاعيل والكون والفساد ما لا يجهله العلماء على ما قد تقدم من قولنا وهي أظهر الكواكب فعلا في هذا العالم وكانت تدور في هذه الاثنتي عشرة صورة وهذه الاثنتا عشرة صورة مكان لها جعلوا هذه الصور التي مكان الشمس أولى بالدلالة الكلية من سائر الصور التي في الفلك وجعلوها مكانا لغيرها ونسبوا إليها سائر الصور والكواكب
والعلة الثالثة أنهم لما وجدوا الشمس تجري في هذه الاثنتي عشرة صورة وبقطعها هذه الصور الاثنتي عشرة يكون تمام السنة بفصولها التي هي الربيع والصيف والخريف والشتاء وبكونها في كل واحدة من هذه الصور الاثنتي عشرة يعرف ابتداء كل زمان من هذه الأزمنة الأربعة ووسطه ونهايته وبانتقالها في كل واحدة منها تدل على كون أشياء وفساد أشياء أ خر جعلوا لهذه الصور الاثنتي عشرة الدلالة العامية على الكون والفساد في هذا العالم وجعلوا لسائر الصور الدلالة الخاصية
والعلة الرابعة أنهم لما وجدوا كل كوكب من هذه الكواكب الستة السريعة السير يمر في مدار الشمس وطريقتها إلا أن يكون لها عرض فإذا كان لها عرض مالت عن طريقة الشمس بمقدار عرضها فإذا حل كل كوكب من هذه الكواكب الستة السريعة السير صورة من هذه الصور الاثنتي عشرة يحدث في هذا العالم التغييرات والكون والفساد على قدر ما يدل عليه طبيعة تلك الصور وذلك الكوكب جعلوا لهذه الصور الاثنتي عشرة الدلالة الكلية ولسائر الصور الدلالة الخاصية
Page 186