إن الحكماء المتقدمين وبطلميوس ومن كان بعده ممن عنى بكيفية الفلك الأعلى بحثوا عنه بحثا شافيا ليعرفوا إحاطته وقدره فوجدوه محيطا بالأرض من جميع الجهات ووجدوا قدر الأرض عنده كقدر النقطة عند الدائرة فمن أراد معرفة ذلك فلينظر في كتاب المجسطي فإنه يبين ذلك فيه ويحيط هذا الفلك بعدة أفلاك فيها كواكب كثيرة والذي قاست الحكماء منها ألف وتسعة وعشرون كوكبا سبعة منها أسرعها حركة وهي زحل والمشتري والمريخ والشمس والزهرة وعطارد والقمر
وهذه السبعة هي مختلفة السير ولكل واحد منها فلك خلاف فلك صاحبه وألف واثنان وعشرون كوكبا بطيئة الحركة وتسمى الكواكب الثابتة وهذه الألف والاثنان والعشرون الكوكب التي قاسها الحكماء هي في فلك واحد وحركة كل كوكب منها مثل حركة صاحبه وهي في كل مائة سنة درجة بالتقريب
وجعلوا هذه الكواكب على ست مراتب فأكثرها ضوءا جعلوه في المرتبة الأولى وهي خمسة عشر كوكبا والتي دون هذه في الضوء في المرتبة الثانية وهي خمسة وأربعون كوكبا والتي دون هذه في الضوء في المرتبة الثالثة وهي مائتان وثمانية كواكب والتي دون هذه في الضوء في المرتبة الرابعة وهي أربعمائة وأربعة وسبعون كوكبا والتي دون هذه في الضوء في المرتبة الخامسة وهي مائتان وسبعة عشر كوكبا والتي دون هذه في الضوء في المرتبة السادسة وهي تسعة وأربعون كوكبا وخمسة منها تشبه الغيم ويقال لها السحابية وتسعة منها يقال لها المظلمة وكوكب واحد يقال له كوكب الذؤابة فذلك ألف واثنان وعشرون كوكبا ثم جعلوا هذه الألف والاثنين والعشرين الكوكب في ثمانية وأربعين صورة وسموا كل صورة منها باسم متفق عليه عند الأوائل
Page 178