الصنف السادس وأما الصنف السادس فهم قوم من أصحاب الحساب عجزوا أن ينظروا في حساب النجوم وتقويم الكواكب من الكتاب الذي فيه علم الكل أعني كتاب المجسطي فحسبوا مواضع الكواكب بالزيجات الجزئية المختلفة فوجدوا كل كوكب إذا حسبوه ببعض الزيجات في درج معلومة من بعض البروج فإذا حسبوا ذلك الكوكب بزيج آخر وجدوه في غير تلك الدرجة من البروج فذكر هؤلاء القوم أن الأحكام لا تصح واحتجوا على قولهم بحجتين إحداهما أنهم قالوا إن الإنسان إذا أراد أن يقوم الكواكب ببعض الزيجات فإن في الحساب الذي به يقوم الكواكب من أوساطها وتعاديلها جبرا كالثواني والثوالث فيقع على طول الأيام في موضع درجة الكوكب خطاء والحجة الثانية أنهم قالوا إن الأحكام إنما تكون على حقيقة درجة الكوكب وليس شيء من الكواكب يوفق على حقيقة درجته من برجه لأنه إذا وجد بعض الكواكب من بعض البروج في درجة معلومة ببعض الزيجات وجد موضعه بالزيج الآخر مخالفا لتلك الدرجة ولا يدري أيهما أصوب فإذا لم يوقف على حقيقة درجة الكوكب من برجه فإنه لا يصح الحكم عليه وهؤلاء قوم غلطوا ولم يقعوا من صواب الزيجات على شيء فسبق إلى أوهامهم أن غلطهم مما يدخل على صاحب صناعة الأحكام
Page 134