سير هارولد مكمايكل
حضر هذا المندوب السامي إلى فلسطين بعد فتور الثورة العربية بفلسطين، ولم يمض زمن حتى كانت الحرب الأخيرة فشغلت الناس عن كل شيء. وفي الحق أنه أحسن عمله في هذه الفترة الخطيرة من الزمن. وأن محاولة الاعتداء عليه من اليهود تري الإنسان من هو مكمايكل في نظر اليهود.
اللورد غورت
لقد كنت أتوقع تولية هذه الشخصية الكريمة لهذا المنصب، بعد أن تولى الدفاع عن جبل طارق وعن مالطة. ولقد صدق الفعل الظن؛ فهو المندوب اليوم، وهو ثاني مشير بريطاني يشغل هذا المقام السامي، وهو من النبلاء المعروفين، يضرب به المثل في الشجاعة كجندي وكقائد عظيم. وإن التراجع العظيم الذي تولاه فأنقذ الجيش البريطاني في أول الحرب من دنكرك، يريك من هو لورد غورت. وإنه في مركز شديد الخطورة، وفي بلد أموره شديدة التعقيد؛ يواجه العرب ومن ورائهم الإسلام في هذه الدعوة الصهيونية. وإنا لنرى فيه خير رجل لهذا الوقت في فلسطين.
سمو الأمير عبد الله وإلى يساره البروفسور ريجنالد كوبلاند، فاللورد بيل، فالسير هوراس رمبولد.
الجيش العربي
حين تشكيل إدارة شرق الأردن، جرى الحديث بين رشيد بك طليع والسير وندهام ديدس السكرتير العام لحكومة فلسطين حين ذاك، عن إيجاد قوة لتأمين الأمن الداخلي في البلاد وعلى حدودها، بعد ما دار من حديث بيننا وبين مستر ونستون تشرتشل. وكنت رأيت لزوم تشكيل فرقة نظامية بما تحتاج من الصنوف العسكرية المقبولة حين ذاك، من مشاة ومدفعية وخيالة، وأن تكون مركبة من ثلاث كتائب، كل كتيبة مركبة من ثلاثة أفواج، وكل فوج مركب من ثمانمائة نفر، مع ما يتبع هذه الكتائب من مدفعية جبلية ومدافع ميدان ورشاشات، وأن يكون فوج فرسان مركب من ألف وخمسمائة رمح أو سيف أو فلنته (بنادق صغار) مع السيف أو الرمح فقط.
ولما جرى البحث بين رشيد بك طليع والسير وندهام ديدس، لم تقرب الحكومة البريطانية إلى تأييد هذا بالمرة، معتلة بفداحة المصاريف، ولكن رضيت بأن تضمم القوة التي جاءت معي من معان وهي مركبة من متطوعين نظاميين إلى القوة السيارة، وهي قوة فرسان كانت موجودة في شرق الأردن بقيادة الكبتن بيك وهو (الفريق بيك باشا أخيرا) ورضوا بأن تكون معها بطارية جبلية وأن تتكيف من قوة درك في المناطق الثلاث: عجلون والبلقاء والكرك، هذا عدا قوة البوليس.
فدأب الكبتن بيك بصفته مفتش الجيش وساعده فؤاد بك سليم وعبد القادر باشا الجندي ومحمد علي بك العجلوني وغيرهم من حضرات الضباط العرب، وكانت هذه القوة جديرة بالإعجاب في سرعة تنظيمها وتدريبها وفي لباسها وسائر مقتضياتها.
ولقد قامت بواجبها أثناء حركة الكورة بسير جبري من الكرك إلى عجلون، فوصلت سيرا على الأقدام في أربعين ساعة، وتمكنت من إرضاخ كليب الشريدة ومن معه وانصياعهم إلى القانون. ثم كانت موفقة أيضا أثناء حركة البلقاء المعروفة وبعدها.
Page inconnue