135

Mémoires de jeunesse

مذكرات الشباب

Genres

Une vie

من أدل ما يكون على إحساسه، هو يرى الألم والمصيبة آخر كل شيء، ومهما كان لنا على الأيام من ساعات السعادة فغايتنا أبدا الحزن الأليم.

لكن ميزة دموباسان هي حكاياته القصيرة، فلقد كتب من ذلك عددا كبيرا ضمنه أوصافا وآراء وأخلاقا شتى، وهو يمتاز في كل ما كتب بسهولة الأسلوب واللفظ بحيث تسري معه مأخوذا بطلاوته غير شاعر بضجر ولا بملال، لكنه بعيد عن أن يدخل من جهة المعنى إلى باب العويص من الأفكار، بعيد عن ذلك لسبب أو لغير سبب، فربما كان الدافع له إلى ذلك إحساسه بالفناء الذي ينتظر كل موجود فهو لا يرى في العالم ما يستحق الفكر أو ربما كان بعيدا بقواه وطبعه عن عويص الأفكار والمسائل.

من اللفظيين الوصافين المبدعين من كتاب العصر الحاضر كذلك بيير لوتي

، هذا الكاتب لا يعنى بفكرة عميقة ولا يهتم بالتقليب في نفس الإنسان ولكنه يجول في نفسه أفكار شعرية هائمة لا قرار لها أهمها إحساسه بالعدم المطلق الذي ينتظر كل شيء وهذا العدم يرعبه ويخيفه؛ لذلك فهو يريد أن يأخذ من الحياة كل ما يمكن من اللذائذ والمسرات، وينال منها كل متاع تصل إليه يده، يمتع عينه بمناظرها وأذنه بأصواتها وحواسه أجمع وشهواته بكل ما يقع في قبضته، ورواياته مجموعة إحساسات شخصية له وأكثرها غريبة عن فرنسا يصف فيها البلاد والأراضي والبحار التي جاب وقطع في أسفاره مما ساعدته عليه وظيفته كضابط في البحرية الفرنساوية.

وهو أميل ما يكون للشرق، ويظهر أن سبب هذا الميل عنده حبه للشرقيات واعتباره لهن موضعا للمتاع، ويصل الإنسان معهن للذة لا يحلم بها مع غربية أيا تكون، وكتاباه عن تركيا «أزيادي

Aziyadé

والدزانشانتيه

Les Desenchantés » مملؤان باعتبارت شهوية بحتة وبالأخص أولهما؛ فإنك ترى فيه هذه الأزيادي وهي الفتاة التركية في خيال لوتي مرة في قميص نومها لابسة شبشب البيت وتظهر من تحت القميص وفوق الشبشب ساقها الممتلئتين، وأخرى أقل من ذلك لباسا وهي تميل على لوتي بفن ودل ودلع وثالثة ... كذلك رواية «زواج لوتي» حيث يصف نساء تاهيتي وعوائد أهلها، وكذلك القسم الأكبر من رواياته.

لكن له أيضا «رامنتشو وصياد أسلانده» وفيهما يظهر رجل عواطف وإحساسات وإن كانت صفته الغالبة في هذين الكتابين كصفته في غيرهما هي وصف كل ما تقع عينه عليه وصفا مسهبا جميلا يبعث إلى الذهن خيالا لطيفا غير محدود مما يصفه.

Page inconnue