وأجاب المستر ونكل: «لست أعرف أن هناك شيئا آخر، طاب صباحك.»
قال: «طاب صباحك.» وانطلق يرسل صفيرا مرحا ...
وانقضى الإفطار ثقيلا غير شهي، وكان المستر طبمن في حال لا تمكنه من مغادرة غرفته بعد ذلك الإفراط في الشراب على غير عادته في الليلة البارحة، وبدا المستر سنودجراس كأنما يعاني انقباضا وهبوطا نفسيا وركودا شعريا، بل راح المستر بكوك نفسه يبدي نزوعا غير مألوف إلى ملازمة الصمت، والإقبال على «ماء الصودا»، بينما لبث المستر ونكل يرقب الفرصة المواتية، ولكن انتظاره لسنوحها لم يطل، فقد ذهب المستر سنودجراس يقترح الخروج لزيارة الحصن، ولم يكن أحد من الجميع ميالا إلى الخروج غير المستر ونكل، فانطلقا معا إليه.
وما كادا يبتعدان من الطريق العام، حتى راح المستر ونكل يقول: «أي سنودجراس، يا صديقي العزيز ... سنودجراس.»
قال ذلك وهو يرجو مخلصا صادقا أن يرد قائلا: إن ذلك ليس في إمكانه ... - «هل في إمكاني أن أعتمد عليك في أمر يستوجب الكتمان؟»
ولكنه أجاب بقوله: «لك ذلك ... هل تريد أن أقسم لك ... إني ...» قال مقاطعا، وقد روعته فكرة إقدام صاحبه قبل أن يعلم جلية الخبر على التعهد بكتمان السر ... وعاد يقول: «كلا ... لا تقسم ... لا تقسم، فليس ثمة ضرورة .»
وعندئذ أرخى المستر سنودجراس اليد التي كان - بدافع الروح الشعرية - قد رفعها إلى السماء وهو يهم بأن يقسم، واتخذ سيماء الترقب والإنصات.
وواصل المستر ونكل حديثه قائلا: «أريد عونك يا صديقي العزيز في مسألة تتصل بالشرف.»
قال وهو يشد يد صاحبه: «حبا وكرامة.»
فمضى المستر ونكل يقول - وقد أراد أن يجعل المسألة رهيبة ما أمكن: «إن الأمر يتعلق بواقعة حال مع طبيب ... مع الدكتور سلامر، من الآلاي السابع والتسعين ... واقعة مع ضابط، دعوة إلى المبارزة، سيحضر فيها ضابط آخر شاهدا عند غروب الشمس، هذا النهار، في موضع منعزل خلف حصن «بت» ...»
Page inconnue