وقال الغلام: «إن على الجانب الآخر من السور عربة تدفع باليد، فلو تيسر لخادم السيد أن يدفع بها على طول الدرب، لاستطاع البقاء منا على كثب، ونحن في إمكاننا أن نرفعها من فوق الحواجز وأمثالها.»
وقال المستر ولر بوصفه الشخص المقصود، ولرغبته الشديدة في مشاهدة الصيد: «هذا هو المطلوب تماما، وعين الجد، أحسنت يا ذا الخد الصغير، سأخرجها من مكانها في الحال، دقيقة واحدة.»
ولكن هنا ظهرت صعوبة، فإن ذلك الحارس المديد احتج بقوة على إشراك سيد محمول على عجلة يد في رحلة صيد، قائلا: «إن هذا عمل مخالف لجميع القواعد المرعية والسوابق الماضية، مخالفة صارخة!»
وكان هذا الاعتراض حائلا كبيرا، ولكن لم يكن بالمتعذر التغلب عليه، فإن الحارس بعد أن لوطف وأشبع، وأرضى خاطره أيضا بلكز الغلام المبتكر الذي اقترح الاستعانة بتلك الأداة، في رأسه عدة لكزات، لم يسعه سوى السكوت، فحمل المستر بكوك فوق العربة، وانطلق الجمع، وفي المقدمة واردل والحارس الطويل، وفي الساقة جلس المستر بكوك في المركبة، وتولى سام دفعها إلى الأمام.
ولم يكد الجميع يجتازون نصف الميدان الأول حتى صاح المستر بكوك قائلا: «قف يا سام!»
وقال واردل: «ماذا جرى؟»
فأجاب المستر بكوك بلهجة العزم الشديد: «لن أدع هذه العربة تتحرك خطوة واحدة، إذا لم يحمل ونكل بندقيته بشكل آخر.»
وقال ونكل المسكين: «بأي شكل أحملها؟»
وأجاب المستر بكوك: «احملها بحيث توجه فوهتها إلى الأرض.»
وقال ونكل: «ولكن حملها هكذا لا يتفق وقواعد الصيد!»
Page inconnue