وسكنت لحظة، ثم واصلت الحديث وهي ترفع نفسها في أحضان وصيفتها: «ولكن لن أرتضي ذلك يا جودوين ولن أقبله، وسيتدخل شقيقي اللفتنانت، وسأنفصل يا جودوين!»
وقالت جودوين: «يستأهل يا سيدتي.»
ولم يجاهر بت بما دار في خاطره من الأفكار حين تلقى هذا التهديد بالانفصال، وإنما قنع بقوله في ذلة بالغة: «ألا تنصتين لي يا عزيزتي؟»
فكان جوابها الوحيد فيضا آخر من البكاء والنحيب، وازدادت بت عصبية وتشنجا، وراحت تتسائل: لماذا جاءت إلى هذه الدنيا، ولماذا تراها ولدت؟ وغير ذلك من الأسئلة المماثلة.
ومضى المستر بت يقول مترجيا مستعطفا: «لا تستسلمي يا عزيزتي لهذه المشاعر المؤثرة، فما اعتقدت يوما أن هذه الفقرة تقوم على أساس، هذا مستحيل يا عزيزتي، وكل غضبي يا عزيزتي، بل أقول كل هياجي وحنقي، إنما هو موجه إلى الإنديبندنت وكتابها لجرأتهم على نشرها، هذا هو كل ما هنالك.»
وألقى المستر بت نظرة متوسلة إلى من كان سببا فيما جرى، وهو البريء، كأنما يناشده ألا يذكر شيئا عن «الثعبان».
وانثنى المستر ونكل يقول، وقد استرد الشجاعة حين وجد بت قد فقدها: «وأي إجراء تنوي يا سيدي أن تتخذه للاقتصاص من هذا السوء الذي أحدثوه؟»
وقالت مسز بت: «أواه يا جودوين، هل ينوي أن يضرب رئيس التحرير بالسوط تأديبا له؟ هل ينوي ذلك يا جودوين؟»
وأجابتها حارستها: «اسكتي يا سيدتي، وهدئي من روعك، إني لأجرؤ على القول: إنه سيفعل ذلك إذا شئت يا سيدتي.»
وقال بت حين رأى زوجته تبدي أعراضا لمعاودة النوبة: «بلا ريب، سأفعل ذلك بالطبع.»
Page inconnue