قال: «نعم، في عقود جسر واترلو الجافي، مكان بديع للمبيت ... لا يبعد أكثر من مسيرة عشر دقائق من المكاتب العامة، وإذا كان ثمة عيب فيه، فهو أن الموقف يبدو «طلقا» كثير الهواء، وكنت أشهد فيه بعض المناظر الغريبة.»
وقال المستر بكوك باهتمام بالغ: «أظنك لا بد فعلت.»
واستتلى المستر ولر يقول: «مناظر يا سيدي تنفذ في جنب قلبك الرحيم، وتخرج من الجنب الآخر، وأنت لا ترى المتشردين الذين يأوون إلى ذلك الموضع بانتظام ... بل ثق أنهم أحكم من أن يتركوك تراهم هناك، وأحيانا ترى المتسولين الأحداث، الذكور منهم والإناث، الذين لم يرقوا بعد في المهنة، يتخذون من ذلك المكان مقرا لهم، ولكن المشاهد عامة فيه هم أولئك المخلوقات المكدودة الجائعة التي لا مسكن لها ولا مأوى، فتلجأ إلى تلك الزوايا المظلمة في ذلك الموضع المعزول ... تلك المخلوقات المسكينة التي لا تستطيع أن تكفل لأنفسها الحبل ببنسين!»
وراح المستر بكوك يسأله: «وما هو هذا الحبل ببنسين يا سام؟»
وأجاب سام قائلا: «الحبل ببنسين يا سيدي هو وكالة رخيصة الأجور للمبيت، السرير فيها ببنسين اثنين في الليلة ...»
قال: «ولماذا يسمون الفراش حبلا؟»
وأجاب سام بقوله: «بارك الله يا سيدي في سلامة قلبك، إنه ليس فراشا، وعندما بدأت السيدة والسيد اللذان أسسا هذا الفندق ينظمان عملهما، جعلا المراقد على الأرض، ولكنهما وجدا أن العمل هكذا لا يجدي، فبدلا من أن يأخذ النزلاء حقهم من النوم نظير بنسين لا أكثر، راحوا يعتادون الرقاد في الفندق نصف اليوم، فجاء صاحبا الفندق أخيرا بحبلين، تفصل كلا منهما عن الآخر مسافة ست أقدام، وعن السقف ثلاث، ويمتدان بعرض الغرفة، والمراقد مصنوعة من خرق من الخيش الخشن، مصفوفة على طول الحبلين.»
وقال المستر بكوك: «وماذا بعد؟»
قال: «إن مزية هذه الخطة واضحة، ففي كل صباح في الساعة السادسة يسقطون الحبلين من أحد طرفيها، فيقع النزلاء جميعا من فوق مضاجعهم، والنتيجة أنهم يستيقظون طبعا، وينهضون بكل هدوء وينصرفون.»
وانقطع سام فجأة عن سياق الحديث الثرثار، قائلا: «معذرة يا سيدي ... أليست هذه بري سانت أدموندز؟»
Page inconnue