وبهذه العبارات المتقطعة مضى شاب يرتدي زي ضابط بحري يشق الطريق إلى المائدة، ويتمثل للبكوكيين المبهوتين المستر ألفريد جنجل بشكله وملامحه.
ولم يكد يتسع له الوقت لتناول يد مسز ليو هنتر الممدودة إليه، حتى التقت عيناه بعيني المستر بكوك، وهما من شدة الغيظ تقدحان شررا، فقال: «ها، لقد نسيت شيئا! لم أعط تعليمات لسائسي الخيل، سأذهب إليهم في الحال وأعود بعد دقيقة واحدة.»
وقالت مسز ليو هنتر: «دع الخادم أو المستر هنتر يقوم بذلك في الحال يا مستر فتز -مارشال.»
ولكنه أجاب قائلا: «كلا، كلا، سأقوم أنا بها، لن أغيب، سأعود بعد لحظة.» واختفى في غمار الزحمة.
وقال المستر بكوك وهو ينهض من مقعده: «هل تسمحين لي يا سيدتي أن أسأل: من يكون ذلك الشاب، وأين يقيم؟»
وأجابت مسز ليو هنتر: «إنه سيد من أهل الثراء يا مستر بكوك، أريد أن أقدمك إليه، ويقيني أن الكونت سيسر بمعرفته.»
وقال المستر بكوك في عجلة: «نعم، نعم، وأين يقيم؟»
قالت: «إنه يقيم الآن في فندق الملاك «أنجل» ببلدة بري.»
فعاد يسأل ليستوثق: «أتقولين في بيري.»
قالت: «نعم، في بري سانت أدموندز التي لا تبعد منا أميالا كثيرة، ولكن عجبا يا مستر بكوك، لا أحسبك تاركنا هكذا، لا يمكن يا مستر بكوك أن تفكر في الانصراف هكذا وشيكا!»
Page inconnue