وأجاب ذلك الرجل النحيف: «كل شيء يا سيدي العزيز.»
وقال السيد الشريف: «أرجو ألا تكونوا قد نسيتم شيئا.»
وأجاب المستر بركر: «لم نترك شيئا يصح أن يفعل إلا فعلناه يا سيدي العزيز، لا شيء إطلاقا، إن لدى الباب المؤدي إلى الشارع عشرين شخصا اغتسلوا واستحموا وتهيئوا لتتقدم إليهم فتصافحهم بيدك، وستة أطفال محمولين على الأذرع لكي تربت على رءوسهم بكفك، وتسأل عن أعمارهم، فاهتم خاصة بالأطفال يا سيدي العزيز، فإن هذه الحركة كبيرة الأثر في النفوس دائما.»
وقال السيد الشريف صمويل سلمكي: «سأهتم بالأمر.»
وعاد السيد النحيف الفطن المحتاط لكل شيء يقول: «ويمكن أيضا يا سيدي العزيز، إذا استطعت، لأني أريد أن أقول إن ذلك شيء لا يمكن الاستغناء عنه، وإنما أقول إذا تيسر أن تقبل واحدا منهم، فثق أن ذلك سيحدث تأثيرا عظيما جدا في نفوس الناخبين.»
وهنا سأل السيد الشريف قائلا: «ألا يمكن أن يحدث هذا التأثير العظيم ذاته إذا تولى عملية التقبيل أحد من الأنصار والمؤيدين؟»
وأجاب الوكيل: «أخشى ألا يحدثه، أما إذا توليتها أنت بنفسك يا سيدي العزيز، فإني أعتقد أنها ستجعلك محبوبا من الشعب كل المحبة.»
وقال السيد المحترم بلهجة المستسلم: «ليكن ذلك، ما دام لا مفر منه ...»
وصاح أعضاء اللجنة العشرون: «أعدوا الموكب.»
وفي الحال، ووسط الهتاف المدوي من حناجر المحتشدين، اتخذت الفرقة الموسيقية، والمحافظون على النظام، وأعضاء اللجنة الانتخابية، وجموع الناخبين، والخيالة، والمركبات، أماكنهم من الموكب الزاخر، وامتلأت كل مركبة من المركبتين اللتين يجرهما حصانان بأقصى عدد من الركاب يمكن حشرهم فيها وقوفا على سوقهم، وركب في الأخرى المستر بكوك، والمستر بركر، والمستر طبمن، والمستر سنودجراس، ونحو ستة من أعضاء اللجنة أيضا.
Page inconnue