ولم يحر المستر ونكل جوابا، وإن كان السؤال موجها إليه خاصة، أو أكثر من صاحبه، بل أشاح بوجهه، وبدا عليه الاستغراق في تفكير أليم.
وعاد المستر بكوك يقول بجد: «كيف حال صديقنا يا سنودجراس؟ إنه ليس مريضا؟»
وأجاب المستر سنودجراس وقد تحيرت دمعة في مآقيه كقطرة من قطرات المطر على إطار نافذة: «كلا، ليس مريضا.»
ووقف المستر بكوك ينقل عينيه في صديقيه.
قال: «ونكل، سنودجراس، ما معنى هذا، أين صديقنا، وما الذي حدث؟ تكلما أستحلفكما بالله، أناشدكما، بل آمركما أن تتكلما.»
وكانت دعوة المستر بكوك إليهما مقترنة برهبة وجلال لا يستطيعان مقاومتهما.
وهنا قال المستر سنودجراس: «لقد ذهب!»
فصاح المستر بكوك: «ذهب! ذهب!»
وعاد المستر سنودجراس يقول: «ذهب.»
وصاح المستر بكوك قائلا: «إلى أين؟»
Page inconnue