والواضح: الأبيض، والجون: الأسود. وكتب الحجاج كتابًا إلى عبد الملك وأنفذه على يد عرار بن عمرو ووجه معه برأس ابن الأشعث فجعل عبد الملك يقرأ الكتاب ويسأل عرارًا وهو لا يعرفه عن الخبر فيكون جوابه أبلغ من الكتاب فإذا رفع رأسه فرآه أسود صرف بصره عنه فلما أعجبه كلامه وظرفه أنشد: وإن عرارًا إن يكن غير واضح البيت. فقال له عرار فهل تدري من عرار يا أمير المؤمنين. قال: لا والله. قال: أنا والله عرار. ومنها
فأطرق إطراق الشجاع ولو يرى ... مساغًا لنابيه الشجاع لقد أزم
سرقه عمرو من المتلمس. ومن أصحاب النبي ﷺ عمرو بن شأس وهو أسلمي خزاعي وليس بهذا الأسدي الشاعر وهو الذي روى عن النبي ﷺ أنه قال: يا عمرو بن شأس قد آذيتني. قال قلت: أعوذ بالله أن أوذيك.
قال: أنه من آذى عليًا فقد آذاني.
المستوغر واسمه عمرو بن ربيعة بن كعب بن سعد بن مناة بن تميم. مات في صدر الإسلام ويقال إنه عاش إلى أول أيام معاوية هو أحد المعمرين يقال إنه عاش ثلاثين وثلاثمائة سنة وسمي المستوغر ببيت قاله وهو القائل:
ولقد سئمت من الحياة وطولها ... وعمرت من عدد السنين مئينا
مائة أتت من بعدها مائتان لي ... وازددت من عدد الشهور سنينا
هل ما بقي إلا الذي قد فاتني ... يوم يمر وليلة تحدونا
وله:
إذا ما المرء صم فلم يناجي ... وأودى سمعه إلا ندايا
ولاعب بالعشي بني بنيه ... كفعل الهر يحترش العظايا
فذاك الهم ليس له دواء ... سوى الموت المنطق بالمنايا
وبين المستوعر وبين مضر بن نزار تسعة آباء وبين عمرو بن قميئة المعمر وبين نزار عشرون أبًا. ويروى أن المستوغر مر بعكاظ وعلى ظهره ابن ابنه يحمله فحمل شيخًا هرمًا فأعيا من حمله فوضعه بالأرض وقال: عنيتني صغيرًا وكبيرًا. فقال له رجل. يا عبد الله أتقول هذا لأبيك. فقال: أنا جده. فقال الرجل:
1 / 213