Muawiya Ibn Abi Sufyan

Abbas Mahmoud El Akkad d. 1383 AH
67

Muawiya Ibn Abi Sufyan

معاوية بن أبي سفيان

Genres

2

بالنساء.» وكان استهتاره بهن أن يكثر من الزواج ...

وحب عثمان لاتخاذ المباني والعمائر مشهور، وحبه لاختصاص ذوي قرباه وإغداق النعمة عليهم مشهور كذلك، وكله مما أحصاه عليه الثائرون، ووجدوا فيه متسعا للتزيد والادعاء.

وعاش بعد الإسلام محبا للطعام الدسم والصحاف المنتقاة، فحدث عمرو بن أمية الضمري عنه قال: «إني كنت أتعشى مع عثمان خزيرة من طبخ من أجود ما رأيت، فيها بطون الغنم، وأدمها اللبن والسمن، فقال عثمان: كيف ترى هذا الطعام؟ ... فقلت: هذا أطيب ما أكلت قط، فقال: يرحم الله ابن الخطاب، أكلت معه هذه الخزيرة قط؟ قلت: نعم، فكادت اللقمة تفرث من يدي حين أهوى بها إلى فمي، وليس فيها لحم، وكأن أدمها السمن ولا لبن فيها، فقال عثمان: صدقت! إن عمر - رضي الله عنه - أتعب والله من اتبع أثره، وإنه كان يطلب بثنيه - أي: منعه - عن هذه الأمور ظلفا - أي: غلظة - في المعيشة، ثم قال: أما والله ما آكله من مال المسلمين ولكني آكله من مالي، وأنت تعلم أني كنت أكثر قريش مالا وأجدهم في التجارة، ولم أزل آكل الطعام ما لان منه، وقد بلغت سنا، فأحب الطعام إلي ألينه.»

وقد كان عثمان أسرع قومه إلى الإسلام لأسباب بيناها في كتابنا «ذو النورين» ... وإنما حسب له الإسراع إلى الإسلام، حيث حسب الإبطاء والتقاعد عنه للأكثرين من بني أمية، على ديدنهم في كل دعوة من دعوات المثل العليا، أو دعوات الأريحية والإيثار، ولا موضع هنا للإطالة في نقل أخبار المنافرات والمفاخرات التي تلم بهذا المعنى، ولكننا نجملها جميعا في موقف القوم من حلف الفضول، وهو مشروح بتفصيلاته التي لا يشك فيها من يشكون في تلك المنافرات والمفاخرات، فقد ظلم رجل في جوار الحرم، وباع بضاعة لواه بحقها من اشتراها، فاستغاث بذوي المروءة وقام على شرف

3

من الأرض يعلن شكواه، فاجتمع بنو هاشم، وبنو أسد، وبنو زهرة، وبنو تيم على إنصافه وإنصاف كل مظلوم مثله، فلا يظلم بمكة غريب، ولا قريب، ولا حر، ولا عبد، إلا كانوا معه حتى يأخذوا بحقه من أنفسهم ومن غيرهم، وعمدوا إلى ماء من زمزم، فجعلوه في جفنة

4

وبعثوا به إلى البيت فغسلت به أركانه وشربوه، ولم يدخل في هذا الحلف أحد من أمية وبني عبد شمس، بل كان الرجل منهم يود أن يدخله فيخشى أن يحسب خارجا على قومه، وقال أحدهم (عتبة بن ربيعة): لو أن رجلا وحده خرج على قومه لخرجت من عبد شمس حتى أدخل حلف الفضول. •••

وهذه الخلائق الأموية وضحت في الجاهلية وصدر الإسلام وضوحا لا لبس فيه قبل أن تلتبس الأنساب، ويكثر الزواج من غير العشيرة، والبناء بالجواري من الروم والفرس والترك والبربر، ولكنها ظلت أموية حيث تغلب الأموية في الدم والنشأة والقدوة والجوار.

Page inconnue