Muawiya Ibn Abi Sufyan

Abbas Mahmoud El Akkad d. 1383 AH
66

Muawiya Ibn Abi Sufyan

معاوية بن أبي سفيان

Genres

ولكنه حين غضب غضبته الآبدة في مقتل حجر وصحبه لم يغضب غضب الصبي وحسب، بل التمس العذر، مجفلا من غضبته، فلم يفتح عليه بغير عذر الصبي بين يدي الفقيه.

خليقة أموية

تميزت لبني أمية في الجاهلية وصدر الإسلام خلائق عامة يوشك أن تسمى - لعمومها بينهم - خلائق أموية، وهي تقابل ما نسميه في عصرنا بالخلائق الدنيوية أو النفعية، ويراد بها أن المرء يؤثر لنفسه ولذويه، ولا يؤثر عليها وعليهم في مواطن الإيثار.

وهذه الخلائق أعون لنا على التعريف بمعاوية من الخلائق التي ينسبها إليه المادحون والقادحون؛ لأن المادحين والقادحين قد يصدرون عن غرض، وقد ينوون الصدق، ولكنهم يخطئون في أمر الرجل الواحد، أما الأخلاق التي تعم قبيلا بأسره في أجيال متتابعة، فهي أصعب تلفيقا على الملفقين، وأصعب خطأ على المخطئين، فإن الإجماع على الخطأ نادر في أخبار الناس كالإجماع على الصواب.

وهذه الخلائق الأموية دنيوية نفعية كما قدمنا، تميل بالمتخلقين بها إلى مناعم الحياة، وتحبب إليهم العيش الرغد والمنزل الوثير،

1

وتغريهم بالنعم واللذات يغدقونها على أنفسهم وعلى الأقربين، فهي عندهم قسطاس البر بمن يحبون كما يحبون.

وقد عرف خيارهم، دينا وصلاحا، بهذه الخلائق الأموية كما عرف بها كثيرون منهم لم يشتهروا بدين ولا صلاح.

فما عرف من بني أمية أحد أصلح من عثمان بن عفان وعمر بن عبد العزيز رضي الله عنهما، وما تكلم متكلم عن هذين العلمين الرفيعين من بني أمية، فاستطاع أن يسكت عما طبعا عليه من حب النعمة، ووجاهة الدنيا على أحسن ما يروى عن الأمويين.

كان عثمان - رضي الله عنه - يقول عن نفسه، كما جاء في كتاب الرياض النضرة: «كنت رجلا مستهترا

Page inconnue