فمن شاء (١) اقتصر على هذا "المختصر" فهو الكفاية لذوي العناية، والهداية إلى ما هو النهاية. ومن شاء (٢) تجاوز عن (المختصر) واختار "المبسوط" (٣): فهو الدرجة القصوى، والأمد الأقصى، في طلب الفضل والعلى، إذ هو الجامع للرواية والدراية، على أصول أهل السنة، المنزه عن شوب الهوى والبدعة، المشتمل على شبهات (٤) الخصوم، وحلها، على وجه يرتضيه كل منصف عاقل، وتقر به عين كل فاضل، وهو في قلوب المبتدعة سهم قاتل.
وفقنا الله تعالى على إتمامهما على وجه الإتقان، في أسرع الزمان، فهو الموفق والمستعان.
و(٥) حسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير.
* * *
إذا عرفنا هذه المقدمة جئنا إلى الكتاب وهو "المختصر".
* * *
_________
(١) كذا في ب. وفي الأصل: "ثم من شاء".
(٢) "شاء" ليست في ب.
(٣) في ب: "المتوسط".
(٤) كذا في ب، وفي الأصل: "شدهات" وقد تقدم في الصفحة قبل السابقة: "وما للخصوم من الشبه في المسائل".
(٥) الواو من ب.
1 / 7