موقعًا عليها من الثلاثة - ما يدل على تواضع العلماء وعدم الاستئثار بالفتوى وتقدير أمانتها وهل أدل على ذلك من أن يشرك الرجل ابنته وتلميذه؟
واحترام المؤلف وإجلاله للماتريدي ظاهر بجلاء لكل من يطالع الكتاب.
ونشير إلى أن المؤلف يذكر كثيرًا "أبا زيد الدبوسي" وكتابه "تقويم الأدلة" (١).
كما نشير إلى أن "عبد العزيز البخاري" صاحب "كشف الأسرار" شارح "أُصول البزدوي" قد أكثر النقل عن "الميزان" ولا غرو في ذلك، فالمؤلف تلميذ فخر الإسلام علي البزدوي صاحب الأصول (٢).
ثانيًا: الكتاب
إن الناظر في "الميزان" يدرك مزاياه بيسر فهو - كالتحفة - يمتاز:
١ - بالتقسيم والترتيب والإختصار غير المخل، ووضوح العبارة والإلمام بالأقوال المختلفة وبيان حجة كل قول في الغالب كما ذكر صاحبه في المقدمة.
٢ - بأن صاحبه كان "فقيهًا" أيضًا. فلم يقتصر على دراسة "الأصول" بل جمع بين الإثنين. ولا شك أن هذه ميزة تضاف إلى ما تقدم.
٣ - بأن صاحبه لم يكن من أهل الإعتزال ولا من أهل الكلام، وإن ألم بما عند الفريقين بل كان من أهل السنة وأهل الفقه. وقد عبر عن ذلك هو نفسه في مقدمة كتابه.
٤ - بأن صاحبه كتب هذا "المختصر" بعد "المبسوط" كما يذكر في مقدمة هذا
الكتاب "المختصر" وهذا يطمئن إلى إلمام صاحب الكتاب بكل تفاصيل المادة.
ثالثًا: نسخ الكتاب ومنهجنا في النشر
(أ) نسخ الكتاب:
لم يطبع "الميزان" من قبل ونحمد الله أن هدانا إلى نشره لأول مرة.
_________
(١) في دار الكتب المصرية المخطوط رقم ٢٥٥ خصوصية و٣٦١٣٧ عمومية (أصول فقه) بعنوان "كتاب تقويم أصول الفقه وتحديد أدلة الشرع" من تصنيف القاضي الأجل الإمام أبي زيد عبيد الله بن عمر بن عيسى الدبوسي تغمده الله بالرحمة. وهو منقول عن النسخة الموجودة بالمكتبة الخالدية بالقدس الشريف. وهو في ٩٥٦ صفحة من القطع المتوسط. وقد توفي الدبوسي ببخارى سنة ٤٣٠ هـ (الفوائد،: ١٠٩).
(٢) راجع الهامش اص (ط) من المقدمة.
مقدمة / 28