============================================================
على أن لغيره النقصان ، إلا أن يتفضل الله عليه بذلك : ولقد روي : أن خالد بن الوليد أضاف عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وهيأ له طعاما، فقال عمر : (هذا لنا، فما للفقراء المهاجرين الذين ماتوا ولم يشبعوا من خبز شعير ؟) ، قال خالد : (لهم الجنة يا أمير المؤمنين) ، فقال عمر: (لئن فازوا بالجنة، وكان هلذا حظنا من الذنيا. . فقد بانوا منا بونا مبينا) .
وروي : أن عمر رضي الله عنه عطش يوما، فدعا بماع، فأعطاه رجل إداوة فيها ماء نبذ فيه تمرات، فلما قربها عمر من فيه.. وجد الماء باردا حلوا ، فأمسك وقال : أوه ، فقال الرجل : والله ؛ ما ألؤته حلاوة يا أمير المؤمنين(1) ، (1 فقال عمر رضي الله عنه : ذلك الذي منعني منه ، ويحك ! لولا الآخرة.
لشار كناكم في عيشكم.
والعاشره : الحبس والحساب، واللوم والتعيير في ترك الأدب في أخذ الفضول وطلب الشهوات؛ فإن الدنيا حلالها حسابت، وحرائها عقاب، وزينتها الى تباب.
فهلذه جملة العشرة ، وفي إحداها كفاية لمن نظر لنفسه، فعليك أيها المجتهد بالاحتياط البالغ في القوت ؛ كي لا تقع في حرام أو شبهة فيلزمك العذاب، ثم بالاقتصار من الحلال على ما يكون عدة على عبادة الله تعالى؛ فلا تقع في شر فتبقى في الحبس والحساب ، والله سبحانه ولي التوفيق .
فإن قلت : فبين لنا أولا حكم الحرام والشبهة وحدهما : فأقول: لعمر الله لقد أشبعنا القول فيه في " أسرار معاملات الدين"، وذكرنا له كتابا مفردا في كتاب "الإحياء "(2)، للكنا نشير إلى كلمات مفردة بحيث تصل إلى فهم الضعيف المبتدي؛ إذ مقصوذ هذا الكتاب أن ينتفع به المبتدي في العبادة، ويعين الطالب :
Page 133