============================================================
الا قوتا ، ولقد روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "إن الحلال لا يأتيك إلأ قوتا ، والحرام يأتيك جزافا جزافا".
والسابعة : أن فيه شغل القلب والبدن؛ بتحصيله أولا، وبتهيئته ثانيا، ثم بأكله ثالثا، ثم بإفراغه والتخلص منه رابعا، ثم بالسلامة منه خامسا، بأن تبدو منه آفة في البدن ، بل آفات وعلل ، ولقد قال صلى الله عليه وسلم : " أصل كل داء البردة - يعني الثخمة - وأصل كل دواء الأزمة "(1) يعني الجوع والحمية.
وعن مالك بن دينار أنه كان يقول : يا هؤلاء؛ لقد اختلفت إلى الخلاء حتى استحييث من رئي وملكي، فيا ليت أن الله جعل رزقي في حصاة أمضها حتى اموت.
ثم في هلذه الجملة ؛ من طلب الدنيا، والطمع في الناس، وتضييع الوقت بسبب كثرة الأكل ما لم يخف.
والثامنة: ما يناله من أمور الآخرة وشدة سكرات الموت ، روي في الأخبار: أن شدة سكرات الموت على قدر لذات الحياة، فمن أكثر من هلذه ..
أكثر له من تلك.
والتاسعة : نقصان الثواب في العقبى ، قال الله تعالى : أذهبتم طيبتكر فى حياتكو الدنيا الآية.
فإنه بقدر ما تأخذ من لذات الدنيا ينقص لك من لذات الآخرة، ولهلذا المعنى لروي] أن الله تعالى لما عرض الدنيا على نبينا محقد صلى الله عليه وسلم.. قال له : " ولا أنقصك من آخرتك شيئا "(2)، خصه بذلك، فدل
Page 132