الأطفال إذا كلموا احتاجوا من الغذاء إلى فضل قليل مما كانوا يحتاجون إليه فإذا كان ذلك لم يجذبوا الدم فقط بل قد يجذبون اللبن أيضا فإذا ارتكض للجذب هاج من ذلك وجع لامتداد الجنين ويحتمل الوجع بشبه ذلك أيضا ويرتكض بقوة وقلة الاعتدال.
إن من النساء من لها من الطمث ما يكتفي به في التنقية ومنهن من لا تنقى كذلك وكثير منهن ربما صرن بلا لبن.
فأما النساء القليلات الطمث فإن أجسادهن تكون يابسة منقبضة وإن اللواتي يكن قليلات الطمث يبقين بلا لبن.
وأما كثرة المادة واندفاق اللبن في الثديين فإن ذلك كما ذكرنا فوق. إن من كان من النساء يابسة قليلة المادة فإنهن يكن منقبضات المجاري يابسة اضطرارا.
وهذه الصفة تدل على نقصان الغذاء وخروج الجنين إلى خارج أو يكون ذلك من عرض يضطره إلى ذلك.
وقد نرى مثل ذلك في نوع الطيران. الأوم إذا حضنت على البيضة سخنت وإذا وصلت السخونة إلى الذي في البيضة اقتنى روحه فاجتذبت البيضة من الهواء شيئا باردا لأنها متسعة المسام كان ذلك كجذب الاستنشاق فأولجته جوفها. يربى بذلك الطير الذي في البيضة ويركب بالمفاصل وعلى هذه الحال أيضا يركب الجنين كما ذكرنا أولا فأما الطير فيكون من الصفرة التي في البيضة وأما الغذاء والتربية فمن بياضها وقد ذكرنا ذلك آنفا ووضح لمن يتفرس في الأشياء برأي أصيل.
Page 82