ولكن إنما يظنون ذلك لأنه ربما نزلت الريح من البطن إلى الرحم في وقت الجماع وتنفخها وإذا نزلت تلك الريح ظنت المرأة أنها حبلى وأصابها مغص وربما منعت الطمث من النزول فيترذد ذلك الدم ويؤذي الرحم أياما كثيرة وربما أيضا كان مع الريح حرارة فتظن المرأة أنها حبلى لأن رحمها تكون ساكنة ولا ينزل طمثها وربما نزل الطمث وانفجر من قبل نفسه أو من قبل شيء ينزل من الجسد إلى الرحم والأول يخرج بالطمث ويكون ذلك من رداءة الجماع وتظن المرأة أنها حبلى.
إن الذين ليس لهم حذق بهذه الأفعال يحسبون أن وقت الحبل الأوان الذي ينقطع فيه الطمث عن الرحم.
إذا لم يكتفي الجنين بالقوت والتربية من الرحم من بعد عشرة أشهر وربا الجنين جذب إليه من الدم الحلو ومن اللبن أيضا قليلا.
إن الغذاء الذي يأتي الرحم للجنين إنما يأتيه من الرحم ومنه تكون تربيته وليس يكتفي بذلك في مثل هذا الوقت لأنه قد كان كمل حتى يجذب من اللبن أيضا قليلا.
فأما الثديان فإنهما من حجب تمكن وتقدر على الإمساك .
فإذا كان هذا الغذاء قليلا وقوي الجنين طلب من الغذاء أكثر مما كان يأتيه وارتكض وطلب اللبن فشق الحجب وفتح الرحم وأما البكر من الأولاد فإنه يتوجه بهذه الصفة لأن الغذاء ينقص فلا يكتفي به فيخرج قبل وفاء عشرة أشهر.
Page 81