إنه إذا تحركت الرحم من حركة الجنين أحست به والدته وكثرت الرطوبة التي معه وانحدرت موضعا واسعا ونزاحمت كلها في المواضع التي حوله وضغطت وعصرت حوالي البطن كله وجميع ما فيه وما كان سمينا دسما جرى إلى موضع واسع أعني إلى الثديين فبهذه الحركة يكون اللبن وكما أنه إذا عصر جلد مدهون يخرج منه دهن كذلك إذا عصر البطن أيضا يخرج دسم الغذاء إلى خارج وبهذا نبين ونقول إن جرى اللبن سريعا أحست المرأة بالجنين والثدي الواسع يقبل ما يأتيه سريعا وإن كان الثدي مكثرا فإنه يدسم من الغذاء كثيرا على السبب الذي قلنا.
وكذلك الدسم الذي يسخن ويبيض وإنما يحلو ويبيض من حرارة الأم فيجري إلى الثديين فأما الرحم فإنما يجري إليها قليل من ذلك الغذاء الدسم في العروق الممدودة عليها وإذا نزل إلى الرحم دفعه الجنين عنه قليلا فأما الثديان فإنهما يقبلان ما يجيئهما من اللبن ويمتلئان سريعا وإذا ولدت المرأة ينزل اللبن إلى ثدييها في أول الحركة ليرضع منهما الصبي وكلما رضع منهما امتدت العروق وجرى إليهما لبن كثير.
إن الرجل إذا جامع كثيرا توست عروقه من كثرة جماعه.
[chapter 22]
Page 69