إذا لم تكن المرأة حبلى فأبطأ طمثها هيج ذلك فيها الأوجاع وذلك لأن دمها يتعكر كل شهر ولهذا العكر يتغير كل شهر بالحرارة والبرودة ويحس بذلك جسد المرأة ولذلك يكون جسد المرأة أرطب من جسد الرجل وإذا تعكر الدم كل شهر امتلأت منه الآلات الباردة وما كان منه رديئا خرج من قبل نفسها وهذا الفعل هو معروف في الطبيعة قديما وذلك ليتفرغ ما في المرأة من فضول الدم وتحبل فإن امتلأت العروق ولم تتفرغ وكان الدم في الرحم كثيرا لم تحبل المرأة ولكن إنما تحبل بعد تنقية الطمث للسبب الذي قلنا.
إذا أرغى الدم وتعكر ونزل إلى الرحم ولم يخرج إلى خارج ولم تسترخي الرحم سخنت جدا واشتعلت الحرارة في جميع الجسد وربما نزل الدم إلى العروق فآذاها حتى تنتفخ وترم وربما توجعت حتى تضعف أمثالها.
إنه إن اجتمع وأقام عند المثانة ضغطها وكان منه عسر البول ووجع. ربما امتلأت الرحم منه فوقعت على الوركين والأعضاء التي عند الحقوين وأوجعتها وإذا مكث الدم خمسث أشهر أو ستة نتن وصار مدة وقاحت الرحم وأنفجرت أو خرج فيها خراج وربما اجتمع عند الاربيتين وأقام عليها حتى يصير مدة ثم يخرج.
وهذه الأوجاع تكون من حبس الطمث مع الأوجاع الأخر الكثيرة التي تعرض للنساء إذا لم يحضن في كل شهر.
Page 54