De la transmission à la création
من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (٢) التأليف: تمثل الوافد - تمثل الوافد قبل تنظير الموروث - تمثل الوافد بعد تنظير الموروث
Genres
52
كما يستعمل الأسلوب العربي، زيد وعمرو، كفاعل أو مبتدأ؛ مما يدل على التأليف والأسلوب غير المباشر. ويضرب المثل بعنقاء مغرب وعنز أيل على تصورات غير موجودة وغير مطابقة للواقع.
53
ويظهر أسلوب الكنى في مخاطبة القارئ، وتظهر الأندلس كبيئة جغرافية محلية، وليس الوافد؛ فكتب الفارابي كلها لم تصل إلى الأندلس.
54
وتظهر بعض الموضوعات الدينية؛ فيضرب ابن باجه أمثلة من علم العقائد على الزمان المتصل، مثل نعيم أهل الجنة وعذاب أهل النار، وأن عدم الله كان متصلا قبل خلق الله العالم. ويستشهد بآيتين قرآنيتين؛ الأولى عن الراسخين في العلم لإثبات حض الشريعة على العلم، والثانية عن خشية العلماء من الله؛ لأن من علم الله تقرب إليه. ويستشهد بحديثين نبويين؛ الأول عن أن خير الأمور الوسط، والثاني الحديث القدسي المشهور على أن أول ما خلق الله خلق العقل. ويضرب المثل على إهمال البدن بمحمد بن عبد السلام من بلنسيا، والمستظهر من بني أمية في الأندلس. كما يضرب المثل على الاعتناء بالبدن والخوف عليه بعلي ابن السلمي.
55
وتتميز رسالة الوداع بجمال الاسم وشجنه وطابعه العاطفي الذي يعبر عن هموم قصر العمر؛ فالإنسان قادم ومغادر، ويترك رسالة للأصحاب في اليوم الأخير في حياة سقراط الذي يحاور فيه تلاميذه عن خلود النفس، أو الليلة الأخيرة في حياة المسيح الذي يلتقي فيها بحوارييه، ويبلغهم أن نفسه حزينة حتى الموت. موضوعها علم النفس أو اللذة العقلية، أقرب إلى الموضوعات الفردية دون الاجتماعية. وتعتمد على تفضيل الفارابي العامل الجاهل على التارك العالم في «فصول المدني». كان العلم في ذلك الوقت العلم بكتب أرسطو. ويعتز ابن باجه بمعلمه الفارابي وبمكانته في العلم، بالرغم من ندرة كتبه في الأندلس، وإن وجدت فإنها قد يشوبها النقص الذي يكمله ابن باجه؛ فمسار الوعي الفلسفي من نقل الأصل الأرسطي إلى شرح الفارابي تحولا من النقل إلى الإبداع إلى إبداع ابن باجه وإعادة بناء الموضوع كله. ومع ذلك هناك قلق في التأليف؛ مما يدل على أن الإبداع لم يحكم بعد.
56 (ج) وفي «اتصال العقل بالإنسان» يحال إلى أرسطو، ثم أفلاطون، ثم سقراط وهرمس والإسكندر. ومن مؤلفات أرسطو يحال إلى كتاب «النفس»، ثم إلى «ما بعد الطبيعة»، ثم إلى باري أرمنياس والمقولات والحيوان ومنافع الأعضاء.
57
Page inconnue