Du transfert à la créativité (Volume 1 Le transfert): (3) L'explication: L'interprétation - Le résumé - Les compendiums
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٣) الشرح: التفسير – التلخيص – الجوامع
Genres
ويشير تعبير الأقدمين من الطبيعيين أيضا إلى الطبيعيين الأوائل الذين يقولون بالمادة والفاعل لا المادة والصورة، وكانوا يقولون بأن الواحد الذي هو جوهر الموجودات هو الأسطقس؛ نارا أو هواء أو ماء. ويشير تعبير القدماء الأول من الطبيعيين إلى نفس التعبير السابق واعتبار المبدأ لجميع المتكونات واحدا من الأسطقسات الأربعة؛ فهي تعبيرات على التبادل حسب الأسلوب. ويشير مصطلح الطبيعيين الأول إلى أنكساجوراس وآل أنبادقليس وآل ديموقريطس وآله على ما يظن ابن رشد حتى لا يقع في القطع والجزم في أمر تاريخي. أما لفظ الطبيعيين فإنه يطلق على هؤلاء الذين جعلوا مبدأ الأمور الطبيعية مبدأ طبيعيا. فقد قالوا بالهيولى والأسطقسات الأربعة باستثناء الأرض؛ لأنها لا تخضع للمد الطبيعي، وتبعهم أفلاطون. ويقال الطبيعيون في مقابل الفيثاغوريين الذين وافقوهم في القول بأن المبادئ اثنان مع اختلاف طبيعة المبدأين عند الاثنين. والفيثاغوريون يتشبهون بالطبيعيين ولكنهم يفسرون الموجودات بمبدأ غير طبيعي مثل النقطة والمساحة . وهو ما أصبح المادة أو الصورة عند الطبيعيين الأوائل، أما التعاليميون فهم أصحاب العلوم الرياضية، علم الفلك خاصة علم الفلك في عصر أرسطو وعصر ابن رشد نظرا لرصده ظواهر فلكية في جزيرة الأندلس، والمنطقيون عكس السوفسطائيين، آراؤهم مرضية شريفة. أما المنجمون فإن أقوالهم كاذبة. يظنون أن بعض الكواكب سعود وبعضها نحوس. فلا يوجد في الأشياء التي هي بالفعل وخالية من القوة شيء رديء لا خطأ ولا فسادا ولا شرا. أقصى ما يقال إن بعضها خير من بعض، وهذا يوجد في الخالية من الحركة وفي المتحركة. كما اختلف المنجمون في عدد حركات الكواكب وينتهون بالرصد إلى عددها ووضعها من فلك البروج. فإذا ما رصدوها بآلات وجدوها في مواضع أخرى. فاقتضى ذلك تجديد حركة الكوكب. وهناك فرق بين علم النجوم وعلم التنجيم، الأول علمي والثاني وهمي، ويطلق تعبير المتأخرين من المتفلسفين على أرسطو والذين يستعملون مصطلح العقل الفعال. فالمتأخر ما بعد أرسطو، والمتقدم ما قبله، ويستعمل لفظ الحكماء للدلالة على صنعتهم في الفحص عن جميع الموجودات. وهذه شريعة خاصة بهم. فالشريعة هنا لفظ موروث يدل على معنى وافد بمعنى مجازي وليس بمعنى حقيقي، فلم تأت التصورات أو الدوافع من الموروث بل أيضا من الألفاظ. ويطلق لفظ المفسرين على شراح أرسطو مثل الإسكندر. ويحاول ابن رشد معرفة إجماعهم التام أو الناقص مثل إجماع أكثرهم على أن العقل الهيولي باق، وأن العقل الفعال مفارق كالصورة في العقل الهيولاني شبه المركب من المادة والصورة، وأنه يخلق المعقولات كصورة ويقبلها عن جهة العقل الهيولاني كمادة.
108
والسوفسطائيون ينكرون أوائل العلوم وبديهيات العقول والمقدمات الأول والنظر مثل إنكار تقدم القوة على الفعل وجحد العلل في العلوم لأنها لا توجد في أوائلها وهي الرياضيات كما يقول أرستبس وإنكار كل القوى وإنكار السبب والنظام والترتيب في الأعداد والأعظام والعلة الغائية. فالمعرفة ليست في شخص واحد بل تصنع له، والمتعلم كون شيئا من التكون أي أن الفعل متقدم على القوة وهو شيء غريب؛ لذلك شكوا في العلم كما شك مانن وأبطل العلم والتعلم لإنكار القوة قبل الفعل أي إنكار التعلم وإبطال العلم؛ فالتعلم إما بفعل من العلم فالمتعلم عالم بعلم، وإما بغير فعل فلا نعلم. وأصبح شك السوفسطائيين نموذجا لكل شك آخر يقوم على الحيرة عند الفحص عن حقيقة الموجودات من خلال المحسوسات. ولما كانت المحسوسات ذات طبائع متغيرة في حين أن المعرفة بالموجودات ثابتة نشأت الحيرة وتم نفي العلم. والسفسطة جزء من المنطق عند أرسطو. والسوفسطائيون أهل كلام، يلزمهم ما يلزم الفيلسوف من تحكيم قواعد المنطق. إن منطق السوفسطائيين يقوم على التمويه في حين أن الفيلسوف يستعمل منطق البرهان. والجدلي والخطابي يستعمل كل منهما منطقا بين السوفسطائي والفيلسوف، بالرغم من أن الموضوعات بينهم واحدة مثل الهوية والموجود. ولا فرق بين الفيلسوف والسوفسطائي في رد الميتافيزيقيا إلى المنطق. صعوبة الموقف السوفسطائي في الحوار مع الفيلسوف لأن السوفسطائية لا يثقون بشيء حتى بمنطق اللغة ودلالات الأسماء. ولا يجوز توبيخهم المحبب لشكهم لأنهم لا يعترفون بالعلم، ويشكون في كل شيء حتى في ماهية الإنسان وآنية سقراط.
109
أما الهرقليون نسبة إلى مدينة هيراكليس وإبقاء ابن رشد للنسبة الجغرافية واليونانية فهم قوم من الشكاك من المشتغلين بالفلسفة ثم نفوا العلم لأن العلم ضروري ودائم ولا يوجد شيء إلا متغير ومحسوس. والعلم المتغير ليس علما.
110
هذا الشك هو الذي حرك أفلاطون على القول بالصور التي تتجاوز المحسوسات والأعداد المرتبطة بها كما هو الحال في علم التعاليم، فالفعل يؤدي إلى رد الفعل في جدل الفكر في التاريخ اليوناني كما يصف ابن رشد. والجنس عندهم يقال على القوم الذين ينتسبون إلى أب واحد في لسانهم وليس على العنصر أي الجنس الحقيقي. فواضح أن لغة الهرقليين لسان خاص بهم. وأحيانا يسقط ابن رشد اسم صاحب العلم الطبيعي ويطلق عليه لفظ فلان. فالمهم الفكرة لا الشخص. (ح) الإحالة إلى النسق
ويحيل ابن رشد إلى معظم مؤلفات أرسطو، كلا أو جزءا. فالعمل الأرسطي وحدة واحدة سواء داخل كل علم في المنطق والطبيعة وما بعد الطبيعة أو داخل النسق الأرسطي كله؛ لذلك يحيل ابن رشد في تفسير ما بعد الطبيعة إلى الطبيعة والمنطق. ويسقط محاورة طيماوس من الشرح ربما لأنها ليست لأرسطو وربما لأن ارتباط أرسطو بها أكثر من ارتباط ابن رشد. ويحال إلى المنطق خاصة البرهان من أجل التثبت من صحة القضايا الميتافيزيقية. وهي إحالات ابن رشد إذ لا يحيل أرسطو إلى نفسه إلا قليلا.
111
كما يحيل ابن رشد في المقالة السادسة إلى المقالة الرابعة من كتاب ما بعد الطبيعة تفسيرا للكتاب بالكتاب.
Page inconnue