Du transfert à la créativité (Volume 1 Le transfert): (3) L'explication: L'interprétation - Le résumé - Les compendiums
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٣) الشرح: التفسير – التلخيص – الجوامع
Genres
67
وكما يبدأ الشرح بالبسملة والحمدلة ينتهي بالدعوة إلى الله بالتوفيق والعون وطلب الرضا على المؤلف من الناسخ والترحم عليه.
68
خامسا: شرح البرهان (ابن رشد)
ويبدو أن ابن رشد قد توجه مباشرة إلى لب المنطق وقلبه فشرح البرهان متجاوزا مباحث المنطق الأولى، المقولات والعبارة والقياس، وهو ليس كاملا إنما هو شرح المقالة الأولى فقط وهي أقل من نصف الكتاب إنما الجزء الباقي يكفي للدلالة على الكل وتعميم الحكم عليه.
ويدل تحليل أفعال القول في شرح البرهان على استعمالها في الماضي كشرح تاريخي لنص مضى وأحيانا في المضارع كحقيقة مستقلة عن التاريخ. فأرسطو تاريخ وبنية، يوناني وعقلي. كما تظهر أفعال الإرادة والبيان مما يدل على دخول ابن رشد في مقاصد أرسطو وأهدافه متجاوزا القول. ولا تزيد أفعال القول عن خمس مرات في حين أن أفعال الشعور والعقل والإرادة مثل: قصد، صرح، أعد، بين، اشترط، سم، تكلم، تشكك، جوز، عشرات المرات. والحديث عن القول كاسم أي الشيء ذاته يفوق الحديث عن الفعل. وليس القول وحده بل هناك الطريقة والمذهب والغرض والبيان والرسم والتعليم والتمثيل والخطأ أيضا.
ومن غير المحتمل أن يكون ابن رشد قد عرف اليونانية، ولكنه استعمل ترجمة متى أو غيره، كما استعمل ترجمة ما بعد الطبيعة وهي أقرب إلى القول الشارح منها إلى الترجمة، صحح ابن رشد أسلوبها فقط دون الرجوع إلى الأصل اليوناني، ونظرا لعودة ابن رشد إلى الأصول الأولى فإنه عاد إلى الترجمات ليتحقق من صحتها. ويراجع المترجمين وهم المعلقون والشراح الأوائل مثل متى بن يونس، فيذكره ابن رشد بلقب متى المترجم، وإن عدم دقة الترجمات أحد الأسباب المحتملة في خطأ التأويل. والتأويل الصحيح قادر على تصحيح خطأ المترجم مما يدل على أولوية المعنى على اللفظ، والموضوع على المعنى. فهل كان بين يدي ابن رشد عدة ترجمات أم ترجمة واحدة؟ هل راجع على اليونانية؟ هل هناك ترجمة عبرية قام بها يهود الأندلس عن العربية؟ هل كان ابن رشد يعرف العبرية للاطلاع عليها في حالة وجودها؟ وإلا فكيف عرف ابن رشد خطأ الترجمة؟ هل من عدم فهمه للمعنى أم من ترجمات أخرى بمناسبة موضوع ضرورة الوسط للحد. واضح أن ابن رشد أيضا ضحية الترجمة كمطابقة. في حين أن متى ليس مترجما بل هو مفسر وشارح للمعنى قبل التعليق والشرح.
1
ويقطع ابن رشد النص الأرسطي حتى يسهل مضغه ثم ابتلاعه وهضمه وهو الطبيب، ومجموع هذه الفقرات تكون مجموع النص الأرسطي. وقد تكون مختارة فقط في بدايتها أو نهايتها وهي النصوص المشروحة كما هو الحال في الاستشهادات المعاصرة. هو النص الذي يحتاج إلى شرح. فالفكرة الشارحة هي التي تحدد اختيار النص؛ لذلك من الصعب تحديد درجة الاقتباس من نص أرسطو، النص بأكمله أو جزء منه، عبارة دالة أو لفظ مختار. أحيانا يكون النص المشروح قصيرا، وأحيانا يكون متوسطا، وأحيانا يكون طويلا طبقا للمعنى المشروح. فالنص فكرة وليس امتدادا. الفكرة معيار كيفي تحدد النص الكمي؛ لذلك تختلف الشروح طولا وقصرا مثل النصوص المشروحة، أهميتها ومدى تركيزها، والحاجة إلى تفصيصها. ولا يوجد معيار واحد لشرح الكم بالكم. وقد تستغرق عبارة شروحا أطول مما قد تستغرق صفحات بأكملها لأنها عبارة دالة. وقد يتم شرح لفظ بلفظ بعد الشرح العام حتى يسهل الابتلاع بعد التقطيع والمضغ مثل طريقة الشراح على الداخل للنصوص الموروثة في عصر الشروح والملخصات. وشروح ابن رشد من نفس العصر على أية حال، عندما بدأت الحضارة تعيش على نفسها تستدعي بالذاكرة ما أبدعته بالعقل سابقا.
والشرح بطبيعته هو نظرية في البيان والإيضاح بطريقة التحليل إلى الأجزاء الأولى قبل التركيب في التلخيص، وإيجاز القصد في الجوامع. الشرح بيان للصواب والخطأ وإصدار للأحكام لأنه تفصيل وتدقيق وتحقيق. ولا فرق في المراجعة بين زمن أرسطو ونص الشراح اليونان أو المسلمين.
Page inconnue