لا تنتخب إلا النظيف الذي لا يبيع حقوقك ليشتري حقلا ويعمر بيتا، سيقولون لك: انتخب الشبعان، لا تصدق، ففي الدنيا نفوس شبعانة وعيون جوعانة. فرب فقير شبعان، ومليونير مصاب بداء الكلب، ومن يشفى من داء الكلب!
قف على سيقانك مرة أيها الناخب العزيز تتعود وتحترم، جربها مرة وخطيئتك في رقبتي، كسر «عكاكيز» المرشحين على ظهر من تريد، قل لهم: أنا موجود، أنا لا أبايع إلا مخلصين فلا حاجة إلى العكاكيز التي تتوكئون عليها لتصلوا إلى بيتي تعكزوا على صيتكم الطيب.
كأنني أسمعك تقول: نعم أنا الناخب، أنا أقود نفسي إلى صندوقة الانتخاب، حيدوا من الدرب.
هات، إذن، يدك لأهنئك، لأنك أريتني أنك رجل، ومشيت وحدك إلى الصندوقة.
هذه صباحيتك - مؤقتا - وسوف تأتيك مني صباحيات، فأنا كريم وأنت تستاهل، ولا عاش كل بخيل.
31 / 12 / 50
1951
لعينيك يا أختي
هل تعرفين يا سيدتي، من هو نصيرك الأول في الشرق كله؟ أما بلغك خبر ذلك الوكيل المسخر الذي طالب بحريتك منذ ثمانين عاما وأكثر؟ ومن أين يأتيك علم ذلك إذا كان المنهاج الذي درسته لا يذكره؟ ومنهاج عام 1954 أغفله أيضا لأن «جرذون المكاتب» طبخ هذا المنهاج في نافقائه، وتبله ببهار تعصبه الذميم فكانت لنا منه «أم الفلافل» ...
اقرئي، أرشدنا الله وذاك الجرذ الملفان، ما كتبه العلامة المنصف جورج زيدان عن قاسم أمين، تعلمي أن أحمد فارس الشدياق العشقوتي هو أول من دق الباب الذي تقرعينه اليوم بيدك الناعمة.
Page inconnue