De la croyance à la révolution (3) : La justice
من العقيدة إلى الثورة (٣): العدل
Genres
ولكن في حال الإيجاب هل يقدر الإنسان على فعل المراد؟ هذا سؤال صوري خالص لأنه إذا ما توفرت الدواعي والبواعث والمقاصد وامحت الموانع وتوافرت الشروط، فليس هناك ما يدعو إلى أن تأتي الإرادة بغير المراد وإلا كان عبثا وتحولا فجائيا لا مبرر له. وليس الأمر مجرد حركة وسكون واختبار عقلي بل هو فعل إنساني مصيري.
259
والفعل الحر هو الفعل المروي المقصود. وتختلف درجات الفعل طبقا للقصد والروية. الفعل البدني الخالص كالفعل الشرطي ليس فعلا قصديا؛ ومن ثم ليس فعلا حرا لأنه يفتقد الروية والقصد. وأفعال الساهي والنائم، وإن كانت أفعالا لا إرادية إلا أنها أفعال غير شعورية يغيب منها القصد والروية، ومن ثم فهي ليست نموذجا للفعل الحر. وإذا تم فعل شعوري ولكن عن إكراه وإلجاء فإنه لا يكون أيضا فعلا حرا لأن الفعل الحر هو الفعل الشعوري القائم على قصد وروية واختيار.
260
ولما كانت أفعال السهو والنسيان والنوم ليست أفعالا حرة لا يتوافر فيها القصد والباعث، فلذلك أفعال الاضطرار والإلجاء ليست أفعالا حرة لوجود موانع الاضطرار، قيد بدني لعضو أو تكبيل الإنسان وسجنه أو وضع السيف على رقبته.
261
لا يتحقق الفعل المروي بطريقة آلية بلا وعي أو قصد لأمر وطاعة عمياء وإلا تحول البشر إلى مجرد آلات تسيرها الأوامر. والقصد سابق على الفعل حتى يتم التدبير وتحصل الروية. ولكن قد يحدث في حال الفعل أن يحقق الإنسان فعلا آخر بقصد متجدد كما هو الحال في الفعل الفجائي، ولكنه فعل عارض وليس هو الفعل الأول.
262
ليس الفعل الحر فعلا عفويا بل هو الفعل القصدي، وبالقصد الأول. قد يأتي الإنسان بفعل لا يقصده فلا يكون فعلا، والقصد هو غاية الفعل عندما يتمثلها الشعور. ليس القصد متعاليا بل هو تغيير للواقع وتطوير للطبيعة كي تصل إلى كمالها. والطاعة التي لا يراد بها الله ضد الأعمال بالنيات.
263
Page inconnue