Micraj Ila Kashf Asrar
المعراج إلى كشف أسرار المنهاج
Genres
قوله: (فهو مؤثر فيما تؤثر فيه الصفة إن ثبت لها تأثير) يعني لأن الأولى إضافة التأثير إلى الذوات، ولهذا أضافوا تأثير المقتضى في المقتضى إلى الذات المختصة بالمقتضى، وقالوا: إنما يجري المقتضى مجرى المؤثر مع أن الذات غير موجبة للمقتضى فأولى أن يضاف تأثير الصفة إلى ما هو موجب لها.قوله: (كسائر وجوه الأفعال) يعني ككون الكلام خيرا أو أمرا وكون الفعل طاعة، ونحو ذلك فإن الذي أثر في كون الكلام خبرا هو الذي أثر في ذاته وهو الفاعل لا غيره، يجيب أنه لا يصح من غيره التأثير في كونه خبرا، ولكنه يقال: تأثيره في كونه خبرا بواسطة كونه مرتدان فكذكلك يكون النظر مؤثرا في كون الإعتقاد علما بواسطة الصفة الموجبة عنه، ويجاب بأنا لو قدرنا أن النظر لا يوجب صفة لم يمتنع تأثيره في كون الإعتقاد علما فثبت أن تأثيره في ذلك من غير واسطة، وقد أورد على مذهبي ابن مثوبة وأبي رستد سؤال وهو إن قيل: إن جعلكم للنظر أو لكونه ناظرا مؤثرا في وقوع الإعتقاد علما يوجب عليكم أن تجعلوه هو أو الصفة الصادرة عنه مقاربا لوقوع العلم؛ لأن من حق المؤثر في وقوع الذات على وجه المقاربة، كما قلتم في الإرادة أنها لا تؤثر في وقوعيالكلام على وجه وهو كونه خيرا إلا إذا قاربته ومعلوم أن النظر وكونه ناظرا لا يصح مقارنتهما للعلم لوجوب مقاربتهما للتجويز.
وأجيب بأن النظر سبب في العلم، وعند حصول السبب قد صار المسبب في حكم الحاصل فكان الإقتران حاصل، وكذلك كونه ناظرا لأن الصفة ثبتت حال ثبوت المؤثر فيها وهو النظر وأورد سؤال خاص على مذهب ابن مثوبة وهو أنه يلزمه أن يكون صفة العلم الجائزة موجبة عن النظر فيكون المعنى علة في ثبوت صفة لمعنى آخر، وهذا لا يصح.
Page 87